ميخائيل رئيس الملائكة الجليل
تعريف:
كلمة "ميخائيل" كلمة عبرية معناها "من مثل الله؟" (قاموس الكتاب المقدس)، وهي مكونة من مقطعين:
الأول: ميخا = قوة
الثاني: ئيل = الله
فيكون المعنى العام للكلمة قوة الله، أو من مثل الله (في القوة). وهي أسم يدل على ما أعطاه الله من قوة ومقدرة وسمو وقداسة.
مركزه بين السمائيين:
يعتبر ميخائيل رئيس الملائكة وهو الأول أيضًا في رؤساء الملائكة السبعة السابق ذكرهم، ففي دانيال يلقب بأنه "واحد من الرؤساء الأولين" (دا13:10). . وفي سفر يشوع يقول عن نفسه بأنه "رئيس جند الرب" (يش13:5). وفي سفر دانيال يدعى بأنه "الرئيس العظيم" (دا1:12) ولقبه يهوذا الرسول بأنه "رئيس الملائكة" (يهوذا 9).
تعتبره الكنيسة بناء على ذلك رئيس الملائكة الأولين الواقف أمام الرب على الدوام، يشفع فينا أمام الرب، ويدافع عن الكنيسة من أعدائها الشياطين، لذلك تكرمه وتبجله في مناسبات كثيرة، لأن شجاعته فاقت الوصف، ومحبته لله عظيمة جدا، وغيرته على مجد الله لا تحد.
الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم
نستطيع أن نلمس أعمال الرئيس الجليل ميخائيل מִיכָאֵל / מיכאל من خلال الحوادث التي ذكرها الكتاب المقدس، ومنها نتأمل في غيرته ومحبته المقدسة وإخلاصه لرب الأرباب وملك الملوك، ونحاول أن نستفيد منها في حياتنا الروحية:
أ- في العهد القديم:
1. يقول الكتاب عن دانيال النبي أنه صام ثلاثة أسابيع أيام (أي 21 يومًا) متذللًا، لم يأكل لحمًا ولم يشرب خمرًا، وظل صائمًا متذللًا حتى ظهر له الملاك جبرائيل (الملاك المبشر) وقال له "لا تخف يا دانيال فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم، ولإذلال نفسك أمام إلهك، أستجيب كلامك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحد وعشرون يومًا. فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين.. وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" (دا 13:10- 21).
فمن هو رئيس مملكة فارس؟
إنه الشيطان المعين من قبل سطانائيل للسيطرة على مملكة فارس وإضلالها وإفسادها فجبرائيل الملاك يقول لدانيال لا تخف.. فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للصلاة مع إذلال نفسك بالصوم إلهك استجيبت صلواتك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني الشيطان المعين لإضلال مملكة فارس 21 يومًا. وهذا هو سر تعطيلي كل هذه المدة.. إلى أن جاء ميخائيل الرئيس العظيم فخلصني من هذا الشيطان الذي قاومني.
وهذا يرينا أهمية الصلاة وأهمية الإلحاح فيها، فإذا صلى الواحد منا، ووجد أن صلاته لم تستجب بعد، فلابد أن يلح في الصلاة، لأنه يجوز أن تكون هناك معاكسات من قوى شريرة تعطل استجابة الصلاة حتى يمل الإنسان من الصلاة ويكف عنها، فإذا واظب الإنسان على الصلاة بإلحاح وبلجاجة تهتز السماء، وينزل الملائكة الكبار لكي يكونوا في عون الإنسان، ويحطوا القوات المعادية الشريرة التي تكون واقفة في مقابلة تعاكسه.
ويرينا أيضا أهمية التعاون في الخدمة، ومحبة بعضنا البعض، فعندما رأى ميخائيل رئيس الملائكة أن الشيطان قد عطل وعاكس جبرائيل، جاء لمعاونته ضد العدو اللئيم.
2. هناك إشارة إلى رئيس الملائكة ميخائيل في سفر يشوع حينما رآه يشوع بن نون واقفًا قبالته، وسيف الله مسلولا في يده، فلما رآه في صورة رئيس جند وقائد عظيم، ورأى منظره غير عادي "فأقبل إليه يشوع وقال له" ألنا أنت أم لأعدائنا؟
فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب، الآن جئت إليك.
فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا تأمر عبدك يا سيدك فقال رئيس جند الرب ليسوع: اخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم مقدس . فصنع يشوع ذلك (يش13:5- 15) وقال الآباء إن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو بعينه ميخائيل.
3. وفي سفر دانيال أيضا جاء ذكر رئيس الملائكة ميخائيل حيث يقول جبرائيل رئيس الملائكة لدانيال النبي "في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم لبني شعبك" (دا1:12). وهنا يصف الوحي ميخائيل بأنه الرئيس العظيم، كما ينسب إليه عمل الشفاعة والوساطة، وهما هنا الشفاعة التوسلية عن الشعب.