الخوف
الخوف نوعان :
خوف سافل ... وخوف نقي ،
أحدهما يخشى أن يفقد البر والأخر يخشى العقاب.
الخوف السافل :
هو خوفُ من يخشى الاحتراق مع الشيطان ، والخوفُ النقي هو خوف من يخشى عدم مرضاة الله.
وأين العظمة في أن يخشى الإنسان العقاب؟
تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس .
لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب ؟
تلك حالُ العبد الخاطئ واللص الشرس .
لا عظمة في أن يخشى الإنسان العقاب إنما العظمةُ في أن يحبَّ البر . وكم من يحبّ البرّ لا يخشى العقاب بل يخشى فقدان البر.
اللصّ :
يخشى العقاب إنما لا يخشى الإثم :
إنه يسرق حين لا يستطيع أن يسرق ، مع أنه سارق.
الذئب :
يسطو الذئب على حظيرة الخراف ويحاول أن يدخل ويقتل ويفترس ؛ وبما أن الرعاة يسهرون ، والكلاب تنبح ، فلا يستطيع أن يخطف أو يقتل ، إنما يخرج ذئباً كما جاء ذئباً. الأنة لم يستطع أن يسرق نعجةً نقول :
جاء ذئباً وعاد نعجة؟
لقد جاء ذئباً محتدماً غضباً ، وعاد ذئباً ، مرتجفاً فزعاً ، ومع ذلك فهو ذئب ، غاضباً كان أم خائفاً لا خطف فريسة ولا تخلًّي عن خبثه . إن كانت تلك هي حالك فإنك تفكر بألا يعذبك البر.
أنت واللص ..
الفرق بين خوفك وخوف اللص ، هو أن اللص يخشى قوانين البشر فيسرقَ أملاً في أن يخدعها ؛
وأنت تخشى شرائع وعقاب من لا يسعك أن تخدعه . ؟؟
سؤال :
هب إنك استطعت أن تَغُشَّ ، ألا تغش؟
المحبة لا تنزع منك الشهوة ؛ إنما الخوف ، وحده يكتبها . إن من قيَّده الخوف يضل ذئباً . تحوًّلْ أنت إلي نعجة ـ ذاك ما صنعة الرب ببر منه لا منك.
وطال ما إن لك برك ، فاخشَ العقاب ولا تحبّ البر . إني أطرح عليك سؤلاً :
تفحَّص سؤالي المدويّ ؛ وأجعل لك من نفسك سؤالاً صامتاً .
لك أقول :
إن لم يرَك الله حين تعمل فهل تعمل إذاً لم يكن ، يومَ الدين ، من يقنعك بإنك عملت شراً ؟
تأملَّ نفسك بنفسك إذ لا يسعك أن تجيب على كل ما أقول . تأملًّ نفسك ، أتفعل ؟
إن فعلتَ ، كان ذلك خوفاً من العقاب وليس حباً بالبر ، ولم تكن على شيء من المحبة لأنك تخاف كعبد :
إنه الخوف من الشر وليس الحب للخير . وبرغم ذلك ؛ يجب عليك أن تخاف خوفاً يؤدي بك إلي المحبة . إن خوفك هذا يجعلك تخاف من جهنم ويمنعك عن الخطيئة ويغمرك من كل جانب ولا يدع فكرك الباطني الحر يريد الخطيئة.
وبالتالي ، فالخوف هو كالحارس والمعلم في السنَّة ، التي كان حرفها يهده قبل أن تنجده النعمة . فليحفظك هذا الخوف من السوء ؛ ولتدخل المحبة قلبك ؛ إذ بقدر ما تكون فيه بقدر ذلك يخرج منه الخوف.
وطال ما إن الخوف يحفظك من السوء ، فالمحبة تستأصل ما فيك من رغبة في الإثم ؛ ولو استطعت أن تعمل دون أن يطول العقاب.
عانقْ المحبة وأدخل فيها ، اقبلهْا تفادياً للخطأ ؛ كفَّ عن الخطيئة واقبل المحبة واحَي حياة صالحة.
ومتى دخلتَ في المحبة بدأ الخوف يخرج ؛ وكلما ازدادت ولوجاً في المحبة ازداد الخوف تراجعاً . ومتى دخلت بكليتك تلاشى الخوف :(لأن كمال المحبة يطرد الخوف خارجاً)
"يوحنا 1يو18:4".
للمحبة خوف نقي خاص بها يثبت إلي جيل الأجيال . الرجل الصالح ولو استطاع أن يحفظ قول الله لما أحزن عيني أبيه القائل له :
(أراك حين تخطأ فلن أعاقبك إنما لست أرضي بك.)
والرجل الصالح يخشى أن يغيظ محبوبة بمعزل عن صرامة القاضي ، لأنه لو أحب الأب حقاً كما يحبه الأب لاعترف به رباً ولما عصا له أمراً.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً .. وأبداً .. آمين