رفض السيد المسيح في وطنه (مر 6: 1-6)
" وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: "مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ؟ وَمَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هَذِهِ؟ أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟" فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ". وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ" (مر1:6-6).
* لقد ترك السيد المسيح كفر ناحوم وجاء إلى مدينة الناصرة وطنه حيث يوجد هناك الاهل والاقارب.
* ذهب لأهل وطنه ليخدمهم ويفتقدهم ويعلمهم.
* بالرغم من أنه ذهب إليهم قبل ذلك فرفضوه وحاولوا إلقاؤه من فوق الجبل "فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى" (لو29:4-30).
* يُعلمنا الكتاب المقدس ان نهتم بحياة أهلنا وأقاربنا الروحية.
* فالسيد المسيح أوصى رسله " لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (اع8:1).
* فالمؤمن مدعو للخدمة والشهادة في أورشليم. أورشليم هي مدينة الملك العظيم المقدسة التي كان فيها هيكل الرب.
* ولذلك فأورشليم تشير إلى قلب المؤمن النقى وحياته الروحية المقدسة بإعتبار ان المؤمن هيكل لله.
* والمؤمن مدعو بعد ذلك للخدمة والشهادة في اليهودية.
* ومعلمنا بولس الرسول يحذر من إهمال أهل البيت، "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ" (1تى8:5).
* ونوح البار ذكر عنه أنه " بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ" (عب7:11).
* وليديا بائعة الارجوان "فَلَمَّا اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا طَلَبَتْ قَائِلَةً: "إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ فَادْخُلُوا بَيْتِي وَامْكُثُوا". فَأَلْزَمَتْنَا" (أع15:16).
* واندراوس ذكر عنه انه بعد أن تقابل مع الرب "هَذَا وَجَدَ أَوَّلًا أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: "قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا" (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: "أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا" (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ). (يو41:1-42).
* لقد رفضوا السيد المسيح رغم النبوات التي بين أيديهم عنه لأنهم يعرفون أهله وعائلته الذين في وسطهم. في حين توقع الجميع مجىء السيد المسيح على السحاب من السماء.
وهنا نذكر بعض الاشخاص الذين أساء اليهم اقرباؤهم وأصحابهم:
* هابيل: قتله أخوه قايين.
* إسحق: خدعته زوجته رفقة مع إبنه يعقوب في إغتصاب البركة.
* يعقوب: خدعة لابان خالة اذ زوجة ليئة بدلًا من راحيل التي خدم من اجلها سبع سنوات.
* يوسف: طرحة إخوته في بئر ثم باعوه كعبد.
* موسى: تكلم علية إخوته مريم وهارون بسبب المرأة الكوشية التي إتخذها.
* ايوب: أثار جرحه أصدقاؤه (اليفاز وبلدد الشوحى وصوفر النعماتى) عندما جاءوا ليعزوه.
* بولس: يقول (بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي) "بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً. بِأَخْطَارِ سُيُولٍ. بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ. بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي. بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ. بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ" (2كو26:11).
* وهنا بين السيد المسيح الفرق الغير معقول الذي جرى عليه الناس بغير حق... فالخدام بصفة عامة يندر ان يُرحب بهم في وطنهم وينجحوا في خدمتهم كما يُرحب بهم الغرباء وينجحون في وسطهم
وذلك بسبب الحسد الذي يتولد في قلوب الأقارب والمعارف من ناحيتهم.