رابعًا : القبر:
(1) القبور المحفورة في الأرض: عند الوصول إلى القبر، تجري بعض الشعائر ثم يرفع الجثمان من فوق المحفة ويوسد الثرى، ثم تُهال كومة من الأحجار فوق القبر غير العميق، وذلك لحفظ الجثمان من الضباع وبنات آوي واللصوص. وكان اليهود يحفرون القبور في الأرض كما يجري الآن عندهم في أورشليم وفي كل مكان آخر.
(2) مقابر العائلة والعادات الحديثة: من المعتاد أن تكون لكل عائلة مقبرة، سواء كان كهفًا طبيعيًا يجهز برفوف حجرية توضع عليها الجثث، أو قبرًا منحوتًا في صخرة كبيرة تنحت في جوانبها عدة كوى، تكفي كل منها لوضع جثمان واحد. وقد يستمر الدفن فيها على مدى أجيال متعاقبة (تك25: 10، 49، 31، 50: 13، يش24: 32). فنقرأ عن مغارة المكفيلة (تك 23، 49: 31). وعن دفن يشوع في ملكه في تمنة سارح (يش24: 30)، وقد دفن صموئيل في بيته في الرامة (1صم25: 1)، ودفن يوآب في بيته في البرية(1مل2: 34). أما منسي الملك فقد دفن في بستان بيته (2مل21: 18). ويبدو أن يوشيا الملك دفن في المقبرة التي دفن فيها كل من أبيه وجده (2مل23: 3). أما "آسا" فقد دفن في مقبرته التي حفرها لنفسه (2أخ16: 14).
وطبقًا للعادات اليهودية، لم يكن لليهودي أن يبيع مقبرته طالما كان في قدرته الاحتفاظ بها. وقد أصبحت المدافن الآن جماعية، فتتجمع مقابر أصحاب كل ديانة من الديانات الثلاث في مكان واحد.
(3) الأحجار المختومة: عندما يكون القبر كهفًا أو منحوتًا في الصخر، يغلق مدخله بحجر دائري كبير يدحرج إلى فم القبر ليحكم غلقه، ويؤمن اغلاقه بواسطة شريط يختم عند طرفيه بالشمع، وبذلك يصبح من السهل اكتشاف أي عبث بالقبر. وقد ذهب رؤساء الكهنة يطلبون من بيلاطس أن يأمر بختم وضبط القبر الذي وضع فيه جسد الرب:" فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر" (مت27: 66).
(4) زيارة المقابر:هناك أوقات محددة في بلاد الشرق يذهب فيها أهل الميت وأصدقاؤهم بعد يوم الدفن إلى المقابر لبكاء الميت عند القبر، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى.فمثلًا يذهبون إلى القبر في اليوم الثالث من الدفن، وفي اليوم السابع، ثم في الأربعين، وكذلك في الذكرى السنوية.
(5) الحزن المفرط: في بعض الأحيان يؤدي الحزن المفرط ببعض المتطرفين إلى إحداث جروح في أجسادهم. وقد نهى الناموس شعب إسرائيل عن مثل هذا العمل:"ولا تجرحوا أجسادكم لميت"(لا19: 28، 21: 5، تث14: 1)، ولكن هناك بعض إشارات في الكتاب لمثل هذا الحزن المفرط (2صم1: 11و12، مراثي1: 16، 3: 8، إرميا 9: 1).
(6) الأناشيد الحزينة (المراثي): هناك بعض إشارات في الكتاب المقدس إلى هذه الأناشيد الحزينة، فعندما ذهب المسيح ليقيم ابنة رئيس المجمع من الموت نقرأ عنه:"ولما جاء يسوع إلى بيت الرئيس ونظر المزمرين والجمع يضجون" (مت9: 23، مر5: 38). كما يرسم لنا الكتاب صورة حية لجنازة يعقوب (تك50: 6 13).