أسقفيته
4- بوليكاربوس أسقف سميرنا
جاء في الكتاب الثالث ضد الهراطقة للقديس ايريناؤس أسقف ليون تلميذه قوله: "وأما بوليكاربوس ليس فقط قد تعلم بواسطة الرسل، وتحدث مع كثيرين ممن شاهدوا المسيح، بل وايضا تعلم بواسطة الرسل في آسيا، وأقيم أسقفا في سميرنا، هذا الذي رأيته في صغرى"... تلك شهادة تلميذه ايريناؤس أسقف ليون.
ويقول عنه العلامة الأفريقي ترتليان: أن القديس يوحنا الحبيب هو الذي أقامه أسقفاً، وذلك قبل نفيه إلى جزيرة بطمس.
وقد ذهب البعض إلى أنه ملاك كنيسة سميرنا الذي أشار إليه سفر الرؤيا (2: 8)،وهو الأسقف الذي وجد باراً، غنياً في الإيمان، فقيراً في مادياته، مقاوماً للمجدفين، ينتظر دخوله في ضيق، وفعلاً إضطهده الوثنيون والهراطقة والأخوة الكذبة.
وقال عنه القديس ايريناؤس في خطابه إلى Vlorinus: "استطيع أن أصف حتى المكان الذي كان المبارك بوليكاربوس يجلس فيه وهو يعظ، وطريقة دخوله وخروجه، وأسلوب حياته، وهيئته الجسمانية، وعظاته للشعب، والوصف الذي قدمه عن عشرته مع يوحنا والآخرين الذين رأوا الرب، وكيف أنه كان يتذكر كلماتهم وما سمعه منهم عن الرب، ومعجزاتهم وتعاليمهم، وكيف أن بوليكاربوس إستلمها من شهود عاينوا ورأوا كلمة الحياة، وروى كل شيء بما يتفق مع الاسفار المقدسة، وقد أصغيت بشغف لهذه الأمور برحمة الله التي وُهبت لي، وسجلتها لا على ورق، بل في قلبي، وصرت أتأمل وأتفكر فيها وأرددها بنعمة الله" (القديس ايريناؤس – سلسلة آباء الكنيسة – الطبعة الأولى 1992 صــ 5، 6).
ومما هو جدير بالذكر أن ايرناؤس تلميذ بوليكاربوس رغم أنه كان في روما وقت إستشهاده إلا أنه في اليوم والساعة التي استشهد فيها سمع صوتاً يدوي مثل بوق يقول: "لقد استشهد بوليكاربوس".