6- التوازن بين الحياة العاملة والحياة التأملية:
* مع خبرته الرهبانية وسلوكه كراهب حتى في أسقفيته لم ينشغل بتقديم الحياة الرهبانية بل كراع أهتم بالشعب ككل دون تجاهل الرهبان والبتوليين. فيتحدث مع الرجل والمرأة، الشعب والكهنة والرهبان، وهو في هذا تسنده حياته الرهبانية الجادة. كان هذا الأب مهتمًا جدًا بالتوازن بين الحياة العاملة وخدمة النفوس والكرازة والحياة التأملية.
* رأينا كيف دخل في صراع داخلي بين شوقه العميق للحياة التأملية ورغبته الحارة لخلاص الناس في بدء سيامته أسقفًا على روما. وحسب مسئوليات الرعاية تحرمه من التمتع برؤية أدق وأجمل لله. لكن كما سنرى في كتابه عن الرعاية كيف يصالح بين الحياتين.
* حقًا لقد اختبر حياة التأمل وعشقها، لكن لا تنسى خبرته كقاضي قضاه روما التي حسبها شهادة حية لإيمانه العملي، وعندما التحق بالرهبنة عاد ليكون المندوب البابوي في القسطنطينية (579 م). ولما عاد ثانية للرهبنة اختاره البابا بيلاجيوس الثاني شماسًا يسنده في العمل الرعوي، وأخيرًا خلفه على كرسي روما. حياته مزيج عمله بين حياة التأمل وحياة العمل.
* خطاباته الأولى بعد سيامته أسقفًا تعكس تعبه الداخلي ومقاومته، فقد حزن بمرارة على فقدان هدوءه وسكونه والتزامه بالعمل وحمل نير المسئولية.
* يعود فيسجل لنا أن معقل الفضيلة هو العقل والقلب لا القلاية المجردة، وأن ممارسة نوع من النسك هو في متناول يد كل أنواع المسيحيين مع اختلاف درجات نموهم الروحي. كل مسيحي له فرصته للتمتع بروح التمييز والسكون الروحي والهدوء. المسيحية في ذهنه شاملة، أبوابها مفتوحة للجميع.
* في الحوارات يكشف البابا غريغوريوس عن فرحه بتلميذه بطرس مؤكدًا أنه حتى في أيامه يوجد قديسون على مستوى قامة عالية كأولئك اللذين كانوا في العصور السابقة