الشعور بالذات
++++++++++
شعور الإنسان بذاته و تمركزه حولها له أسباب نذكر منها :
أول شئ يجعل الإنسان يشعر بذاته ، هو التفوق ، و المواهب ، و القدرات غير العادية و الشعور بالقوة .
كل هذه أمور قد تحاربه من الداخل و ربما تريد أن تعبر عن وجودها بأى مظهر خارجى يثبت به الإنسان أنه صاحب مواهب و مقدرات ..
و تزيد الحرب عليه ، إن دخلت فى دور من المقارنة ..
و شعر أنه أفضل من غيره فى شئ ما ، أذكى منه ، أو أكثر معرفة أو أكثر خبرة ، أو أقوى جسداً ، أو أجمل شكلاً ، أو صاحب موهبة معينه ، فى الرسم ، فى الموسيقى ، فى الشعر ، فى عمل اليد عموماً ، فى اللغة ... إلخ .
و حتى فى خدمة الرب قد تبرز الذات .. إن شعر الإنسان أن له طاقات فى الخدمة أكثر من غيره . كأن يكون أكثر حفظاً من الألحان أو أجمل صوتاً ، أو أن يكون أكثر من غيره دراسة للكتاب ، أو إلماماً بأقوال الآباء ، أو أن يكون أعمق تأثيراً فى خدمته ، أو فى وعظه ، أو فى وعظه ، أو فى تدبيره ، أو فى مشروعاته .
و قد يكون سبب الشعور بالذات : المركز ، المنصب ، الغنى ، الشهرة . و ربما تكون كل هذه أسباب شعور بالذات ، و لكن المتواضعين يفلتون منها ، إن استخدموا كل ذلك فى مجال خدمة الآخرين ، و ليس فى مجال ظهور ذواتهم أو الافتخار بها ، أو الارتفاع على غيرهم ..
إن المواهب له بلا شك خطورتها .
فقد ترفع القلب من الداخل ، و ربما ترفعه فى الخارج ايضاً ، و تقود إلى حرب المجد الباطل ، و لذلك قد يتساءل الفكر عن الذين أعطاهم الرب موهبة صنع المعجزات ، كيف كانوا يحتملونها ؟ و بخاصة لو كانت إقامة موتى ، أو فتح أعين العميان .. و لهذا قال أحد الآباء :
إن وهبك الله موهبة ، فاسأله أن يهبك معها اتضاعاً ليحميها ، أو أسأله أن يرفعها عنك .
و هنا و نتعجب من الذين ، بدلاً من أن يطلبوا من الله أن يمنحهم نقاوة القلب و ثمار الروح ، نرام يطلبون منه موهبة التكلم بألسنة مثلاً ..
و لا تكون فى ذهنهم وقتذاك خدمة الكلمة فى مجاهل أفريقيا أو الصين أو اليابان .. و إنما يطلبون الموهبة و كفى .
ألا يحتمل جداً أن تكون وراء طلب مثل هذه المواهب ، حرب من الذات ؟
ماذا تفيدك أيها الأخ أمثال هذه المواهب ، التى قد تكون حرباً عليك ، و لماذا يحزن قلبك إن لم تكن لك ؟ هوذا الرب يأمرنا أن نطلب ملكوت الله و بره .
أما أن شاء تدبيره الإلهى ، أن يهبنا شيئاً من هذه المواهب أم من الجائز أن تقودنى إلى كبرياء تضيع أبديتى ؟