* وفي هذا الكتاب اللاهوتي الثالوثي القوى الحجة، رد القديس هيلارى، وفسر بعض المعضلات الواردة بالكتاب المقدس، فتكلم عن مغزى الاسم السرمدى "أنا هو الكائن بذاتي" (خر3) "أهيه الذي أهيه" قائلًا: "إني مندهش حقًا من هذا التعريف الواضح لله، الذي يعبر عن المعرفة الفائقة عن الإدراك للطبيعة الإلهية لكلمات ملائمة تمامًا للفهم البشرى، لأنه لا توجد صفة من صفات الله أكثر تمييزًا له ويمكن بها إدراكه مثل وجوده، فهو كائن من ذاته ولا صله له بتلك الأشياء التي لها بداية، فمن غير الممكن لذلك الذي يجمع بين الخلود والقدرة اللانهائية، أن يكون في وقت ما غير كائن.. لأن كل ما هو إلهي، غير معرض للفناء أو الإنشاء، وخلود الله لا ينفصل عنه بأي حال من الأحوال، إذ هو خلود لا نهائى".
* وفسر القديس هيلارى ما قبل لموسى: "أنا جعلتك إلهًا لفرعون"، فالمقصود أنه عندما أزال عنه ضربة الحشرات الضارة، وعندما أوقف البرد، وأبعد الجراد.. فهو الذي جعله يرتعد ثم يتوسل، يعاقب ثم يُشفى. فهناك فرق بين أن يدعى الشخص إلهًا وبين أن يكون إلهيًا، فقد جعل الله موسى إلهًا لفرعون، ولم يكن له الطبيعة ولا الاسم الذي يختص بالله. وقد كُتب: "أنا قلت أنكم آلهة" (مز 6:82) لأنها مجرد منحة وامتياز، فقوله: "أنا قلت"، يبين أنه ليس تعريفًا، وإنما هو وصف فقط لمن اختار أن يقول ذلك، فالتعريف يعطينا معرفة الشيء الذي يعرف، أما الوصف فيعتمد على الإرادة المطلقة للقائل..