ذهبي الفم في موضع الاتهام بسبب الأخوة طوال القامة:
* ثم التجأ إلى القديس ذهبي الفم رهبان من أديرة مصر يقودهم من كانوا يسمون "الأخوة طوال القامة". هؤلاء اتهمهم أسقفهم البابا ثيئوفيلس الأسكندري (البابا الثالث والعشرون في عداد بطاركة الإسكندرية) بأنهم هراطقة لأنهم يدرسون كتابات أوريجانس، وكانت الخلافات حول صحة كتابات هذا العلامة الإسكندري مازالت متأججة في الإسكندرية في ذلك الوقت، ونفاهم من مصر، فلجأوا إلى القديس ذهبي الفم يطلبون الغوث.
* لكن القديس ذهبي الفم لم يكن ساهيًا عن أخطار الموقف، فبدأ يهدئ من غضبهم تارة ويهدئ من غضب أسقفهم البابا الأسكندرى تارة أخرى، وكتب له رسالة تجيش بالأدب ورقة الألفاظ محاولًا قدر جهده أن يضيق شقة الخلافة. وحتى لا تثور حوله الشبهات لم يعطهم سكنًا في منزل الغرباء التابع للكنيسة، بل خارجًا وبعيدًا عنه حتى يفوت الفرصة على من ينتقدونه بأنه آوى في الكنيسة أناسًا مطرودين من قبل أسقفهم
* لكن توسلاته كلها رفضت، فأعلن لهؤلاء الرهبان عجزه عن حل مشكلتهم، الأمر الذي دفع بهؤلاء الرهبان إلى الاتصال بالحكومة الإمبراطورية التي قبلتهم وقبلت شكواهم وأمرت بعقد مجمع لتسوية المسألة، يكون فيها القديس ذهبي الفم قاضيًا.
* ولما انعقد المجمع واستدعى البابا ثاؤفيلس، حدث ما حدث من مهاترات واتهامات للقديس ذهبي الفم، بحيث سرعان ما انقلبت ساحة المحكمة، ليصير القاضي (ذهبي الفم) متهمًا، والمدعى عليه (البابا ثاؤفيلس) قاضيًا.