* سئل الآبا مقاريوس أي الفضائل أعظم؟ فأجاب وقال إن كان التكبر يعتبر أشر الرذائل كلها حتى أنه طرح طائفة من الملائكة من علو السماء، فبلا شك يكون التواضع أكبر الفضائل كلها، لأنه قادر أن يرفع المتمسك به من الأعماق حتى لو كان خاطئًا. من أجل ذلك أعطى الرب الطوبى للمساكين بالروح.
* ومن أمثلة تواضع القديس استرشاده بمن هو أصغر منه كما يتضح من القصتين الآتيتين:
* قال الآبا مقاريوس: ضجرت وقتًا وأنا في القلاية، فخرجت إلى البرية وعزمت على أن أسأل أي شخص أقابله من أجل المنفعة. وإذا بي أقابل صبيًا يرعى يقرأ، فقلت له ماذا أفعل أيها الولد فإني جائع؟ فقال لي كل فقلت له أكلت ولكنى جائع أيضًا. فقال لي كُلْ دفعة ثانية فقلت له إني أكلت دفعات كثيرة وما أزال جائعًا. فقال الصبي لست أشك في أنك حمار يا راهب، لأنك تحب أن تأكل دائمًا. فانصرفت منتفعًا ولم أرد له جوابًا.
* قيل سأل الآبا مقاريوس الكبير مرة زكريا -وهو ما يزال في حداثة سنة- قائلًا أخبرني ما هو عمن الرهبان؟ فقال له زكريا أتسألني أنا يا أبي؟! فقال له الشيخ أتوسل إليك يا ابني زكريا فإن نفسي متيقنة بالروح القدس الذي فيك، أن هناك شيئًا ينقصني، يلزم أن أسألك عنه. فقال له الشاب يا أبى، أقول -حسب رأيي- إن عمل الرهبان هو أن يقمع الإنسان نفسه في كل شيء.
* وقال بلاديوس: إن مقاريوس الطوباوي كان يتصرف مع جميع الإخوة بدون أي ظن سيئ. وقد سأله بعض الناس لماذا تتصرف هكذا؟ فأجابهم أنظروا، إنني ابتهلت إلى الرب مدة أثنى عشر سنة من أجل هذا الأمر أن يمنحني هذه الموهبة فهل تنصحونني بأن أتخلى عنها؟!