* ماذا يكون جوابنا أمام السيد المسيح، وقد هجرنا العالم وها نحن نعاود الطواف فيه؟! إن طقسنا ملائكي لكننا جعلناه علمانيًا. لا يكون هذا منا يا إخوتي. إيانا أن نعلمه بل لنهرب من العالم. لأنه إن كنا بالكاد نخلص في البرية، فكيف يكون حالنا بين العلمانيين؟!..
* أرأيتم عظم المنفعة من الهروب من العالم؟ لأنه نافع لنا جدًا وموافق لأن مجالس العلمانيين ليس فيها شيء سوى البيع والشراء وما يتعلق بالنساء والأولاد والزرع والدواب،فهذه المخالطة تفصل الراهب عن الله، فمؤاكلتهم ومشاربتهم تجلب الكثير من الضرر. ولسنا نعنى بهذا أن العلمانيين أنجاس. معاذ الله! لكنهم يسلكون في الخلاص طريقًا آخر غير طريقنا. فهروبنا هو هروب من مخالطتهم. فلتطلب سبهم فينا أكثر من مديحهم لنا. لأن سبهم لنا لن يُفقدنا شيئا، أما مديحهم فهو سبب عقوبتنا. فما منفعتي إذا أنا أرضيت الناس وأغضبت ربى وإلهي، لأنه يقول لو كنت أرضى الناس فلست عبدًا للمسيح. إذًا فلنبتهل أمام ربنا قائلين: يا يسوع إلهنا نجنا وافتقدنا من مخالطتهم.
* قال القديس مقاريوس: أحفظوا ألسنتكم وذلك بألا تقولوا على أخوتكم شرًا. لأن الذي يقول على أخيه يغضب الله الساكن فيه. فإن ما يفعله كل واحد برفيقه، فبالله يفعله.