عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2014, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,656

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأنبا مكاريوس أب الأسقيط

6- ثم أن الأبالسة لا تكتفي بذلك، بل تجعل أيضًا بعض الناس يمتدحونه بإفراط، ويدفعونه إلى أعمال لا يقدر أن يقوم بها، وتوحي له بأفكار، كأن يمتنع عن الأكل أو الشرب أو يغالى في السهر، وبأفكار أخرى كثيرة يطول ذكرها، بل وتعطيه سهولة للقيام بها، محاولة بكافة الوسائل أن تجتذبه إليها (أي إلى هذه الأعمال) مع أن الكتاب يحذر قائلًا: "لا تمل يمنة ولا يسرة بل أسلك في الطريق المستقيم" (راجع أم 26:4-27)
7- ولكن إن لاحظ الله أن قلبه لم يمل إلى أي من هذه التجارب، التي سبق داود فتكلم عنها قائلًا: "جربت قلبي وافتقدته ليلًا،محصتني بالنار لكن لم يوجد فيَّ إثم" (مز 3:17) حينئذ ينظر إليه الله من سمائه المقدسة ويحفظه بلا عيب. ولاحظوا جيدًا أن داود لم يقل " نهارًا " بل " ليلًا"، لأن خداعات العدو هي ليل، كما يقرر أيضًا بولس الطوباوي: إننا لسنا أولاد ظلمة بل أولاد نور. فإن ابن الله هو بالحقيقة " نهار " بينما يشبه إبليس بالليل.
8- ومتى تجاوزت النفس كل هذه المحاربات، فإن الأفكار توحي لها بشهوة الزنا (والنجاسة). وفي كل ذلك تشعر النفس بضعفها، ويذبل القلب، لدرجة أنه يتوهم أن حفظ الطهارة أمر يستحيل عليه، فإن الأفكار، كما قلت، تبين له طول الزمان، من جهة، وصعوبة الفضائل، من جهة أخرى، وكم أن حملها ثقيل لا يُحتمل، وتضيف إلى ذلك أيضًا ضعف جسده وهوان طبيعته.
9- وإن لم يكل أمام هذه المحاربات، فإن الله الرؤوف والرحوم يرسل له قوة مقدسة، ويثبت قلبه، ويعطيه الفرح والنياح والقدرة على أن يقوى على أعدائه، بحيث أن هجومهم عليه لا يخزيه، لأنهم يخافون القوة الساكنة فيه، هذه التي قال عنها القديس بولس: "جاهدوا فتنالوا قوة" (كو29:1)، والتي تعرض لها أيضًا الطوباوي بطرس في حديثه عن " الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السموات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون بالإيمان" (1بط4:1-5).
10- ومتى رأى أن الله الرؤوف المتحنن أنه قلبه قد صار أقوى من أعدائه، فإنه سحب عنه بالتدريج القوة التي كانت تسنده، ويسمح لأعدائه أن يهاجموه بنجاسات الجسد المختلفة وبشهوة المجد الباطل والعظمة، وبتجارب الخطايا الأخرى التي تجذب إلى الهلاك، حتى إنه يكاد يشابه سفينة بلا دفة، تتخبط من كل ناحية على الصخور.
  رد مع اقتباس