الموضوع: إنها حرب قديمة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2014, 05:35 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

إنها حرب قديمة
____________



إنها الحرب التي حورب بها أبوانا الأولان ، حينما أغراهما الشيطان ، قائلاً : " تصيران مثل الله ، عارفين الخير والشر " ( تك3 : 5 ) .

وكما كان كبر الذات حرباً للإنسان كان هو نفسه سقطة الشيطان .

وفي ذلك وبخه الوحي الإلهي قائلاً : " وأنت قلت في قلبك : أصعد إلى السموات . أرفع كرسي فوق كواكب الله . أصعد فوق مرتفعات السحاب ... أصير مثل العلي " ( إش14 : 13 ، 14 ) . فتكرار كلمة " أصعد وكلمة فوق مع كلمة مرتفعات " كلها تدل على محاولة تكبير الذات .

بل أن تكبير الذات وصل هنا إلى درجة التأله ... أصير مثل العلي .

هلب ترون خطورة للذات أكثر من هذا الارتفاع ، أو من هذا الانحدار ؟ لقد حورب هيرودس بهذه الحرب ، فضربه ملاك الرب ، فأكله الدود ومات ( أع12 : 22 ، 23 ) .

ومن مظاهر تكبير الذات أن يكون الإنسان باراً في عيني نفسه .

وقد قيلت هذه العبارة في سفر أيوب " فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب . لكونه باراً في عيني نفسه " ( أي32 : 1 ) .

بل وبخه اليهو قائلاً له : " قلت أنا أبر من الله " ( أي35 : 1 )

ومن مظاهر تكبير الذات في القديم ، قصة برج بابل :

هؤلاء الذين قالوا : " هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجاً ، يكون رأسه في السماء ...

ونصنع لأنفسنا اسماً " ( تك11 : 4 ) .

وكانت النتيجة أن الله عاقب كبرياء هؤلاء ، بأن بلبل ألسنتهم وبددهم في الأرض .

يقودنا هذا أن نبحث نقطة أخري وهي أن محبة الذات .





تصطدم بالله

إذا وثق الإنسان بذاته ، يبدأ بعمل خطير و هو : استقلال ذاته عن الله ...

يثق بتدبيره لنفسه ، و تحلو تدابيره فى عينيه ، فلا يستشير الله فى شئ و يقول : ما دمت أعرف ، فلماذا اطلب معرفة من الله ، و لماذا أطلب معونة ؟

لذلك فالواثق بذاته : تصعب علية جداً حياة التسليم .

حياة التسليم تحتاج إلى اتضاع قلب ، و عدم التمسك بالرأى الخاص ، و بالتالى تقف ضدها تمااً حرب الذات.

هنا و نتذكر الخطأ الذى وقع فيه يونان النبى ، الذى هرب من الله ، إذ كان له مشيئة خاصة لم تتفق و قتذاك مع مشيئة الله .

و لما عفا الله عن نينوى – غم ذلك يونان غماً شديداً فاغتاظ – حتى وبخه الله قائلاً : " هل اغتظت بالصاب ؟ " (يون1:4،4) .

حقاً انها مأساة ، أن يغتاظ إنسان من مشيئة الله ، اغتياظاً يطلب به الموت و لكنها الذات !! حتى بالنسبة إلى نبى عظيم كيونان ، حورب كما حورب غيره .

على أن هناك اتجاهاً آخر فى مشكلة الذات ، و هو رفض الله كلية 0

وقع فى هذا الخطأ المرعب ، الوجوديون الذين رأوا بسبب شهواتهم الخاصة أن وجود الله يعطل وجودهم 0

و رأوا أن محبة الله تقف ضد رغباتهم ، و ضد تحقيق الذات عندهم بالصورة التى يحبونها فى حياة اللذة و المتعة ، و فى حياة الحرية المطلقة التى تريد أن تفعل ما تشاء ، حتى لو كان ضد القيم و الآداب و المثل ، و ضد وصايا الله .

أن الحرية المطلقة التى تطلبها الذات ، هى حرب من حروب الذات ، تهدف إلى الاباحية ، و تنتهى إلى الالحاد .

و بعض الناس دخلوا فى هذا النطاق و لكن بأسلوب مختلف ، و لكنه للأسف ينتهى إلى نهايات مشابهة .. هؤلاء هم اللاهوتيون أعطوا أنفسهم حرية فى العقيدة بغيرة حدود . و كل ما لم يوافقهم من تعليم الكتاب انكروه ، أو اعتبروه اساطير أو حاولوا ترجمته حسب إتجاه الذات عندهم .

قصة فلك نوح لا تعجب عقلهم مثلاً ، إذن لا مانع من اعتبارها أسطورة 00 على أن هناك نوعاً آخر اتخذت عنده الذات أسلوباً ضد وصية الله و لكنه أخف من هذا بكثير 00

مثال ذلك الذين لا يحفظون وصية يوم الرب بسبب الذات و مشاغلها أو الذين يكسرون وصية العشور ، بسبب الذات و انفاقاتها .

هؤلاء اصطدمت عندهم الذات بالله سلوكياً و ليس عقيدياً .
رد مع اقتباس