حرب الشهوات
++++++++++
وهي كثيرة منها شهوة الجسد ، وشهوة المعرفة ، وشهوة الرئاسة والمناصب ، وشهوة الانتقام ، وشهوة السيطرة ، وسيطره المال ، وشهوة الامتلاك ، شهوة العظمة والشهرة .
وهنا تكون ملكية القلب قد انتقلت من الله إلى غيره . وتفشل في الاستجابة لقول الرب : " يا ابني اعطني قلبك " ( أم23 : 26 ) .
1 – فإن وصلت إلى الشهوة لا تكملها ، بل حاول أن تتخلص منها . وتذكر تلك العبارة الجميلة
" افرحوا لا لشهوة نلتموها : بل لشهوة أذللتموها " .
إن أكثر شئ يفرح الإنسان هو أن ينتصر على نفسه . حقاً إن لذة الانتصار على النفس هي أعمق من اللذة بأية شهوة أخري .
2 ـ وإن تعبت من شهواتك ، لا تيأس . ولا تظن أنه لا فائدة .
انظر إلى ما يستطيع المسيح أن يعمله لأجلك ، وليس إلى ما تعجز أنت عن عمله .
إن المسيح قادر أن يحول السامرية إلى مبشرة ، والمجدلية إلى قديسة . لا تظن مطلقاً أنك تحارب وحدك ، فاله بكل نعمته يعمل معك كما عمل مع غيرك .
3 – لذلك تذكر الذين انتصروا . ولا تضع أمامك انهزاماتك السابقة وضعف طبيعتك .
إن الله يحبك كما أحب هؤلاء ، وسيعمل فيك كما عمل فيهم . ولكما تزداد الحرب تزداد النعمة جداً . فالتصق بالله واطلب معونته .
4 ـ في شهواتك ، جاهد مع اله كثيراً ، حتى ترجع السحابة فوق الخيمة .
لا تخجل من الصلاة وأنت في عمق الخطية . ولا تفعل مثل أبينا آدم الذي حينما أخطأ ، هرب من الله واختبأ خلف الشجر ! وكلما سقطت ، تمسك بالله أكثر ، لكي ينجيك وينقيك ويقودك إلى التوبة .
قل له : [ حارب يارب في ، وانتصر على أعدائي وأعدائك ، ولا تتركني وحدي ] .
قل له : [ أنا إن انهزمت يارب أمام الخطية ، فأنا لا أزال إبنك ، محسوب عليك ، ومنسوب إليك ، أنا من قطيعك وإن كنت قد ضللت . وأنا ابنك وإن سكنت في كورة بعيدة . أنا مازلت درهمك وإن لم أكن موجوداً في كيسك ..
أنت لا تتخلي عني ، وأنا لا أتخلي عنك ، مهما حاول العدو أن يوجد انفصالاً بيني وبينك . إن كن قد تركتك بالفعل ، فأنا لم أتركك بالقلب ولن أتركك . مازلت أحبك ، وإن كنت قد أخطأت إليك ] .
افعل مثل القديس بطرس ، الذي بعد أن أنكر المسيح ، وجدف ولعن وقال لا أعرف الرجل ، جرؤ أن يقول للمسيح في ذلة العارف بمشاعرة : " أن تعلم يارب كل شئ . أنت تعرف أني أحبك " ( يو21 : 17 ) .
5 – لا تجعل الخطية تفصلك عن محبة الله ، بل افتح له قلبلك وقل له :
تأكد يارب إنها خطية ضعف ، وليست خطية بغضة ، ولا خطية خيانة .
6 – وأنت نفسك ، تأكد أن الله يعرف ضعفك ، وإنه لا يزال يحبك .
ثق إنك وأنت في الخطية ، هو يعمل على إنقاذك ، واجتذابك إليه ، وردك إلى رتبتك الأولي . إنه الله الذي سعي وراء آدم ليخلصه ، دون أن يسعي آدم إلى التوبة .
7 – شهواتك الخاطئة ، أضف إليها ما تستطيعه من عمل روحي ، لكي تقلل من حدتها وخطورتها ، ولكي تقيم توزاناً داخل قلبك .
وثق أن الجانب الخير سينمو داخل في قلبك شيئاً فشيئاً حتى تتخلص من شهوات الخطية . وإن شعرت بعمل الروح القدس في قلبك ، فلا تهمله وتستمر في شهواتك ، بل اعمل معه