* ولذلك فإن تكلمت بالصدق أحيانًا وجب أن لا يتعجب أحد من هذا. فالأطباء المحنكون أيضًا إن رأوا مرضًا واحدًا في أشخاص مختلفين كثيرًا ما ينبئون به ويكشفون عنه بخبرتهم وربان السفن والملاحون لتعودهم على الجو يستطيعون بنظرة واحدة بسيطة أن يخبروا عن حالة الجو ويتنبأون إن الجو كان سيصير عاصفًا أو لطيفًا. ولن يستطيع أحد القول إنهم يفعلون هذا بوحي أو إلهام إنما من الاختبار والتمرين.
* وهكذا إن فعلت الشياطين نفس الأمر بالتكهن فلا يتعجب أحد من الأمر أو يصغى إليها. لأنه أية منفعة للسامعين أن يعرفوا منها قبل الوقت ما سوف يحدث؟ أو أية أهمية أن نعرف مثل هذه الأمور حتى ولو كانت المعرفة صحيحة؟ فهي ليست ثمرة الفضيلة، ولا هي أية علامة على الصلاح. لأنه لا يدان أحدًا بسبب ما لا يعرفه ولا يقال عن أحد أنه مبارك لأن لديه علمًا ومعرفة. بل يدعى كل واحد للدينونة في هذه الناحية: هل حفظ الإيمان وأتبع الوصايا بحق؟