الشيطان "الكليّ القوة" لقد رأينا الشيطان يعذِّب الممسوسين. لكن هناك أمراً لم نعِرْه ما يكفي من الانتباه، وهو أنّه لا يعذّب ضحاياه ليلاً ونهاراً، لكن فقط في الفترات الفاصلة. في أغلب الوقائع، يتركهم ولا يزعجهم. لماذا؟ لمَ هذه الرحمة والتعاطف؟
إنه لا يتركهم بداعي الرحمة ولا بداعي التعاطف، بل بسبب الضعف. بتعبير آخر، إنّه لا يعذّب ضحاياه عندما يرغب بذلك، بل فقط عندما يسمح الله له بذلك. من دون سماح الله، لا يستطيع الشيطان أن يعذّب أحداً. قبل تعذيبه لأيوب البار، طلب الإذن من الرب (أيوب 2:2). إنه يعجز حتّى عن تعذيب الحيوانات من دون إذن السيدّ! تذكروا كيف سألته الشياطين أن يأذن لها بالدخول في قطيع الخنازير (مرقس 3:5). عندما دخلوا ركض القطيع إلى الجرف في البحر.
هذا قد يبدو هلوسة!
لا يملك الشيطان أي حساب يسويه مع الخنازير، ولا مع البشر، خاصة المسيحيين منهم، لأنهم يؤمنون بالمسيح الذي هو عدوه. لكن، إذا كان الشيطان قد قضى على قطيع الخنازير بهذا الشكل الفظ، تخيّلوا كم يرغب بالقضاء على الناس! إنه يحبّ أن يدخل في كل واحد منّا، ليجعلنا نركض متهورين نحو المنحدرات وفي البحار ونسعى لهلاكنا، حتى لا يبقى ولا إنسان واحد على الأرض، خاصة من المسيحيين، ليعبد عدوه.
ومع هذا، دائماً وفي كل العصور، عاش الناس ومن بينهم المسيحيون. إذاً، سيد الكلّ يضبط الشيطان مضيقاً عليه. في هذه الحال، مَن هو سيد هذا العالم الفعلي؟