سبب الشر لنتذكرّن أنّ الشيطان هو مَن يزرع فكرة الشر في فكر كلّ منّا. من ثمّ، يتولى كلّ منا شخصياً إخراج الفكرة. بشكل أكثر تحديداً: يضع الشيطان في عقلنا أنّه علينا السرقة. لكننا نحن مَن يخطط المكان والزمان والطريقة والمادة التي سوف نسرقها.
قد نخطط لأمر ما اليوم، ولأمر آخر غداً ولغيره في اليوم الذي يليه. إلى هذا، قد ننجز مخططاتنا ونبدأ بارتكاب السرقة، ولكن على الطريق، قد يخطر في فكرنا شيء آخر فنوقف كل عمليتنا. فنذهب إلى بيتنا لنضع مخططات جديدة.
الآن، ماذا إذا باشرنا هذه المرة إلى السرقة وارتكبناها؟ أهو الشيطان الذي جعلنا نرتكبها أم نحن؟ أهو الذي وضع خططَنا، أهو فَتَح أيدينا للإمساك بشيء لا يخصّنا أم نحن مَن قام بذلك؟ نحن المسئولون عن هذه اللعبة. نحن سرقنا وليس الشيطان.
ينطبق الأمر نفسه على العمل الذي نقوم به، كما على أي أمر نعمله. نحن ننفذه.
والأمر نفسه ينطبق على أصدقائنا، كما على كل الناس. بتعبير آخر، ليس الشيطان مَن يعمل الشر، بل نحن في ضعفنا. لو كان الشيطان هو مَن يعمل الشر، لكنا نحن أبرياء وما من داعٍ لمعاقبتنا. وبالتالي كنّ لنذهب إلى الفردوس مهما كانت الجرائم التي اقترفناها ووحده الشيطان يذهب إلى الجحيم.