قوة غير طبيعية إذا أُوقفت الشرطة أحد المجرمين وقيّدت يديه، يصير عاجزاً عن فكّ قيوده مهما كان قوياً. هذا لا ينطبق على الممسوسين. إذا قُيِِّّدوا، حتى ولو كانوا مشلولين، فهم قادرون على فكّ القيود. يخبرنا الرسول لوقا أنّ الممسوس الذي كان في كورة الجدريين كان "قَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِل وَقُيُودٍ مَحْرُوسًا، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ". أي بعد أن يتمّ تثبيته بالسلاسل كان يفكّها!
لم يكن الرجل هو الذي يفكّ السلاسل بل الشيطان الذي فيه. هذا يبرهن بوضوح أن للشيطان قوة فوق البشرية. لذا يقدر على القيام بالعلامات والعجائب. إذا أراد، فهو قادر على أن يثير زوبعة تخرّب البيوت وتقتلع الأشجار، يحرّك عاصفة تغرِق السفن، يغرِق الناس والوحوش، يسبب زلزالاً يسوّي المدن بالأرض. لكنه يحجم عن ذلك.
لماذا؟ ألا يرغب بقلب كل شيء رأساً على عقب؟ بالطبع هو يرغب بذلك، لو استطاع. لكن الله يمنعه عن القيام بهذا. لو لم يكن الله يحفظ هوس الشياطين مضبوطاً، لكنّا نراهم يلعبون بالعالم مثل الكرة.