اصطلاح أقنوم
في اللاهوت المسيحي نقول أن "الله واحد في ثلاثة أقانيم". ماذا نعني بكلمة أقنوم، بالرغم من أننا نستخدمها في لغتنا. فكلمة أقنوم، أصلها من اللغة السريانية، وتعني "شخصا". فنقول أن الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم. فلم يتم استخدام كلمة "شخص" لأن هذه الكلمة قد توحي لبعض الناس بكائن بشري له حدوده وشكله وملامحه. فتحاشيا لكل تصور خاطئ ولكل تحديد للأشخاص، لجأت الكنيسة إلى كلمة غير عربيّة. وهذه الكلمة لا تستخدم في أي مجال آخر، ديني أو مدني، غير هذا المجال.
هؤلاء الأقانيم متساوون في الجوهر الإلهي ومتميزون الواحد عن الآخر. ففي التساوي فإن الآب إله، والابن إله والروح إله. الآب أزلي، قادر على كل شيء، غير محدود وكامل للغاية وكذلك الابن الروح القدس يشاركان الآب في أزليته وقدرته وعظمته غير المحدودة وفي كل كمالاته بلا تفاوت ولا نقصان. غير أنهم متميزون الواحد عن الآخر، لأننا لا نستطيع أن نقول أنه "ثلاثة" إلاّ إذا كان لكل منهم ما يتميز عن الأقنومين الآخرين، وإلا لكانوا حتما أقنوما واحدا فقط. فيم يقوم هذا التميّز؟
يأتي التميز في العلاقات المتبادلة بينهم. فالأقنوم الأول لا يصدر عن أقنوم آخر، بل منه يصدر الأقنومان الآخران، ولذلك يسمى "الآب". والأقنوم الثاني يصدر أو "يولد" من الآب بطريقة روحية عقلية، كما تصدر أو تولد الكلمة من العقل، لأن الله روح فلا دَخْلَ فيه للمادة ولشؤون الجسد، ولذلك يسمى الأقنوم "الابن" أو "الكلمة". والأقنوم الثالث يصدر أو "ينبثق" من الآب والابن معا هو حبهما المتبادل ويدعى "الروح القدس".