عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 06 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,588

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الثالـــــــوث الأقـــــــــــــدس

كنيسة اليوم والثالوث الأقدس

لا نعني هنا بقولنا أن كنيسة اليوم هي غيرها عن كنيسة الأمس. بل هي واحدة منذ تأسيسها عن يد السيد المسيح وتثبيتها من قِبَل الروح القدس. تعيش كنيسة اليوم في عصر يتقدم بسرعة البرق. والكثيرون قد ابتعدوا عن الكنيسة لأنهم يقولون أن الكنيسة لا تواكب العصر. والعكس صحيح. فالمجامع المسكونية الأخيرة، خاصة المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني جاء ليؤكد مواكبة الكنيسة مع العصر وليثبت إيمانها. فماذا يقول التعليم الرسمي في الكنيسة حول الثالوث الأقدس:
أ) الثالوث هو سرّ في المعنى الحصري (سر مطلق) من غير الممكن أن يُعرف بدون وحي والذي لا يمكن، حتى وإن أوحى به، أن يسبر غوره العقل المخلوق. يُعبَّر عن هذا السر بالصورة التالية:
ب) أن الإله الواحد هو في ثلاثة اقانيم يؤلفون الطبيعة الإلهية الواحدة (جوهر واحد، جوهر إلهي واحد وكلهم بالتالي متساوون بالأزلية وبالقدرة المطلقة.
ج) هذه الأقانيم تتميز حقيقة الواحد عن الآخر: للآب الكيان الإلهي بدون أن يكون له سبب وهو كائن واجب الوجود؛ الابن موجود بأنه يقبل أزليا الكيان الإلهي من الآب وحده الذي يلد أو يقول "كلمته"؛ الروح القدس ليس مولوداً إنما ينبثق من الآب والابن كما ومن مبدأ واحد بانبثاق واحد.
د) أن في الله بالتالي، إنطلاقا من هاتين صلتي الأصل والمنبت، صلات وصفات تتميّز حقيقة إنما لا تتميز من الجوهر الإلهي. كل أقنوم هو الإله الواحد وكل شيء هو واحد في الله بدون أي تمييز إلاّ عندما يكون هناك تعارض الصلات. كل أقنوم موجود بكليته في كل من الأقنومين غيره، وكل أقنوم هو الإله الواحد الحقيقي. وبالنسبة إلى الخارج أي الخلائق فإن الأقانيم ليست سوى مبدأ واحد عملي فاعل".
والكنيسة في تعليمها ونشاطها الإرسالي تعتمد وصية السيد المسيح بالكرازة والتعميد (متى 28: 19-20) (ك 17، ن ر 50؛ ح د 1). فترسل المبشرين من كهنة وعلمانيين للبشارة بالإنجيل مستلهمة الروح القدس ومصلية له في تحقيق تصميم الله الذي أقام المسيح مبدأ خلاص العالم. فهي تصلي وتعمل لكي يتغير العالم كلّه إلى شعب الله، أي جسد المسيح وهيكل الروح القدس، ويؤدي في المسيح، رأس الكلّ، إلى الآب خالق الكون، كل إكرام وتمجيد (ك 17؛ ن ر24 ). هنا الكنيسة تستوحي الثالوث في رسالتها ونشاطها الإرسالي. وتقر أيضا، الكنيسة الكاثوليكية إيمان غير الكاثوليك بالثالوث الأقدس (ك 15؛ ح م 15؛ ك ع 92). فالكنيسة تطلب الوحدة كما طلبها القديس بولس (أف 4: 1-16). فهذه الوحدة منبعها المحبة والوحدة في الروح.
يعطينا القديس كيرلس الإسكندري نموذجا لوحدة الثالوث لتسير على مثاله الكنيسة. فيقول في عظته
:
"لقد اتخذ المسيح الوحدة الجوهرية التي له مع الآب والتي للآب معه كصورة أو نموذج للمحبة التي لا تسقط أبداً وللتناغم والوحدة التي تُرى حيثما كان هناك اتفاق حقيقي وعميق.
ولذلك فهو يظهر إرادته أنه في قوة الثالوث القدوس الواحد في الجوهر، يجب أن نصير نحن أيضا وكأننا ممتزجون الواحد مع الآخر، بحيث يُرى جسد الكنيسة كله وكأنه جسد واحد، … لقد أكدنا من قبل على أن وحدانية الفكر والنفس التي تكوّن وحدة المؤمنين يجب أن تكون تعبيرا واقتداءً بنمط الوحدة الإلهية، أي وحدانية الجوهر والاتحاد الكامل للثالوث الأقدس … . فإذا كنّا نعتبر أن الوحدة التي بين الآب والابن – وطبعا الروح القدس – هي وحدة طبيعية، وأن اللاهوت في الثالوث الأقدس واحد هو الذي نعبده ونؤمن به، فإنه لا بد أن ننتبه إلى الطريقة التي بها نصير نحن أيضا واحدا في الجسد والروح من جهة بعضنا البعض ومن جهة علاقتنا بالله".
  رد مع اقتباس