
01 - 06 - 2014, 03:03 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
مفتاح العهد الجديد (12) مدخل دراسي للبشائر الأربع

المرحلة الثانية.. تطوير البشارة:
السبت 31 مايو 2014
كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة
وقد قام بها كل من متي الرسول ولوقا الرسول.
لقد سجل مرقس ما يمكن أن نسميه مذكرات أولية حول المسيح وحياته, ولذا التزم بالموضوعات الأساسية في القصة المروية.
- أما متي فقدم كتابا يصلح للقراءة والتعليم في الكنيسة فيه تبويب منظم, إنه بشارة منسقة بإبداع وتفاصيل كثيرة.. مما يعطينا إمكانية أن نسميه كتاب مبادئ التعليم المسيحي.
- أما لوقا فكتب بأسلوب أدبي فيه طلاوة وجاذبية.. خصيصا لأصحاب الثقافة اليونانية الرفيعة أمثال ثيئوفيليس.. ولذا نسمي بشارته كتاب الأدب المسيحي الراقي.
متي الرسول كتب بعد مرقس كما نستدل علي ذلك من (مت 27:8, 28:15) لأنه مستبعد أن يكتب هذا القول إلي هذا اليوم بعد خراب أورشليم والذي أصبحت فيه المدينة أكواما من الأنقاض والخرائب.
كذلك كتب أيضا قبل خراب أورشليم عام 70م وذلك واضح من (مت10:23), ولذا تعتبر بشارة متي بمثابة طبعة جديدة لبشارة مرقس مع مراجعة دقيقة, ويقال إن متي كتب أولا بالعبرية (الآرامية) ثم نقلت بعد ذلك لليونانية.
- لوقا الرسول.. كان أنطاكيا, طبيبا, مثقفا.. تأثر بفكر بولس الرسول أن الكنيسة عالمية (غلا 3:28) ولذا نراه يكتب بروح إنسانية للعالم كله.
ففي بشارته التي سجلها بحذق ومهارة شعور إنساني حار, نراه يربط ما يكتبه بحوادث العالم وتواريخه واضعا قصة المسيح في صفحة تاريخ العالم, وبجوار ذلك يذكر حوادث لم يذكرها غيره مثل: السامري الصالح (لو10) والابن الضال (لو15).
نلاحظ أن لوقا اهتم بوصف خدمة الرب يسوع.. حيث صار في المسيح إمكانية الخلاص لكل الجنس البشري (أمم, يهود), وبالإضافة لذلك سجل لنا سفر أعمال الرسل الذي هو تاريخ الكنيسة المسيحية الأولي, باعتباره الجزء الثاني المكمل لما كتبه في الجزء الأول أي بشارته.
والملاحظ بشدة أن متي, ولوقا يتحدثان عن فترة ميلاد المسيح وطفولته وهي الفترة التي أغفلها مرقس من قبل, وإن كانت الحقيقة تقول إن الحوادث قليلة جدا في الفترة ما قبل سن الثلاثين بصفة عامة في البشائر كلها.
المرحلة الثالثة.. تفسير البشارة:
وقد قام بها يوحنا الرسول. إذ كتب بأسلوب مختلف حوالي عام 90م, ويعتبر يوحنا أحد أعمدة الكنيسة (غلا2:9) وواحد من الثلاثة الكبار (بطرس وبولس ويوحنا).
يقولل أكليمنضس.. بشارة يوحنا هي الروح, البشائر الثلاث هي الجسد. كان علي معرفة بالبشائر الأخري وكمثال:
(يو12:3, 8) مع (متي26:7, 11).
(يو11:1) مع (لو10:38).
وفي مواضع مختلفة يشير إلي نصوص في البشائر الأخري مقدرا أن قارئ بشارته يعرفها قبلا مثل: (1:33, 2:11-12, 3:24, 4:44, 11:1, 15:10).
كتب يوحنا بعد مضي ما يزيد علي نصف قرن من انتشار المسيحية في دول حوض البحر الأبيض المتوسط..
1- شاهدا.. أن يسوع المسيح ابن الله (9:35, 20:31, 21:24).
2- مؤكدا.. أن يسوع ليس شخصية تاريخية ظهرت قديما بل هو معاصر لكل جيل إلي الأبد.
3- موضحا.. الفكرة التي بني عليها بشارته في مستهل كلامه (1:1-14).
- الله أظهر نفسه بواسط قوانين الطبيعة الثانية- الطبيعة.
- ثم بواسطة أنبياء عبر التاريخ الطويل- التاريخ.
- وأخيرا تكلم الله في حياة إنسانية- الكلمة.
- والكلمة صار جسدا (1:14).
معني ذلك أن كل واقعة مذكورة هي مكان نسمع فيه الكلمة الأزلي التي تفسر لنا حياتنا وتجاربنا, وقد استعمل يوحنا لغة يونانية رفيعة كما أورد أخبارا لم تذكر من قبل مقدما عمل المسيح للعالم كله وماذا أعد لكنيسته. لقد كتب يوحنا بشارته جامعا بين ثلاثة أساليب...
1- ذكر بعض الحوادث في شئ من التفصيل.
2- رتب الحوادث دون تقيد بالترتيب الزمني لها.
3- أضاف إلي حوادثه تعليقات ومواعظ لإظهار معناها.
فمثلا.. نراه يختص بتفسير أمثال المسيح (6:71, 7:39, 10:6, 11:13-15, 12:16, 16:33). ,نراه يقدم قصة آلام المسيح في أصحاحات (18- 20) واضحة تشمل حيوية وأصالة بصورة متواترة دون قطع لأنه سبق في أصحاحات (13-17) أن قدم تفسيرا كاملا.
ولذلك تعتبر عبارات الصلاة في (يوحنا 17) خاتمة للقصة كلها مثل (17:19, 17:21-23).
يقول القديس أوغسطينوس:
إن الأربعة أناجيل, أو بالأحري الأربعة الكتب التي للإنجيل الواحد, نري فيها القديس يوحنا الرسول ليس بعدم انسحاق من جهة معرفته الروحية يمثل بالنسر الذي ارتفع بتعاليمه أعلي وأكثر سموا من الثلاثة أناجيل الأخري, وارتفاعه بتعاليمه هذه رفع قلوبنا بالمثل. لأن الثلاثة الإنجيليين تمشوا مع الرب علي مستوي الأرض كإنسان, أما فيما يختص بلاهوته فلم يتكلموا إلا قليلا.. أما هذا الإنجيلي- يوحنا- فقد نأي عن الأرض والتمشي فيها, إذ أرعد علينا من عل منذ افتتاح حديثه, وحلق مرتفعا فوق الأرض وكل دائرة الكون أرضا وسماء, بل وفوق جيوش الملائكة وكل طغمات القوات غير المنظورة, حتي أتي إلي من خلق العالمين.
إننا بدون إنجيل يوحنا تبدو الثلاثة أناجيل كسؤال يحتاج إلي إجابة.
يقول إكليمنضس: لما رأي يوحنا أن المظهر البشري قد استوفي في الأناجيل الثلاثة ألف (وضع) إنجيله الروحي, وذلك برجاء من أحبائه وباستنارة الروح القدس.
وهذا هو برواز حياة المسيح
كما تقدمه لنا البشائر الأربع في تكامل ووحدة, وانسجام
|