عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 05 - 2014, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس

البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس
3- المكانة الشاملة للمسيح باعتباره آدم الثاني

* توجد ازدواجية في الوضع العام لآدم: (أ) آدم بحسب طبيعته يكو مثالًا للكل والذي يأخذون منه أصلهم وينشأ فيه الكل؛ (ب) ينقل طبيعته الإنسانية للفرد من خلال التناسل الجسدي، وبالمثل فإن المسيح بحسب التدبير الإلهي فهو بداية للجنس الجديد وهذه البداية ليست زمنية عادية ولكن أيضًا حقيقية وسببية، حيث تبلغ فيه الطبيعة البشرية التعديل المناسب بطريقة مثالية، كما تتجدد فيه هذه الطبيعة البشرية ولادة فائقة للطبيعة.
* لقد اكتسبنا في المسيح الخيرات الصالحة، حيث حول الطبيعة البشرية بالكامل في ذاته إلى حياة مقدسة وبلا عيب بأن صار إنسانًا مثلنا. فقد كانت الطبيعة البشرية مجردة من نعمة الروح القدس بسبب التعدي الأصلي، ولكنها نالتها ثانية خلال المسيح وفي باكورته فقد أعاد آدم الثاني خلقة الطبيعة البشرية إلى جدة الحياة.
* يجيب القديس كيرلس على سؤال طرحه في شرحه لإنجيل يوحنا "[بأي طريقة أعيد خلق الطبيعة الإنسانية إلى حلتها الأولى]. فيجيب قائلًا:
* [الإنسان الأول ترابي من تراب الأرض، وكان في مقدوره الاختيار بين الخير والشر لأنه يميل إلى الخير أو الشر ولكنه سقط بمكر وخدعة، ومال إلى العصيان فسقط إلى الأرض الأم التي خرج منها، وساد عليه الفساد والموت، ونقل الموت إلى كل الجنس البشرى، ونما الشر وكثر فينا وانحدر إدراكنا إلى الأسوأ وسادت الخطية، وبالإجمال ظهر أن الطبيعة الإنسانية تعرت من الروح القدس الذي سكن فيها.... ولأن آدم لم يحتفظ بالنعمة التي أعطاها الله له، لذلك قرر الله الآب أن يرسل لنا آدم الثاني من السماء. فنزل ابنه الوحيد إلى شكلنا الذي هو بالطبيعة بلا تغيير أو اختلاف، بل لم يعرف الخطية مطلقًا، حتى كما " بعصيان "الأول خضعنا للغضب الإلهي" (رومية 9:5)، هكذا "بطاعة" الثاني نهرب من اللعنة وتنتهي كل شرورها. ولكن حينما صار كلمة الله إنسانًا، قبل الروح القدس من الآب كواحد منا ولم يقبله كأقنوم في ذاته، لأنه كأقنوم هو واهب الروح. وإنما الذي لم يعرف خطية عندما يقبل الروح كإنسان فإنه يحفظ الروح لطبيعتنا لكيما تتأصل فينا النعمة التي فارقتنا. لهذا السبب أعتقد أن المعمدان أضاف " رأيت الروح نازلًا من السماء واستقر عليه". لقد فارقنا الروح بسبب الخطية، لكن الذي لم يعرف خطية صار كواحد منا لكيما يتعود الروح القدس على السكنى فينا، بدون أي مجال للمفارقة أو الانسحاب. ولذلك قبل الروح القدس فيه ليجد الصلاح الأول لطبيعتنا].
* من هذه المكانة المزدوجة للمسيح بالنسبة للجنس البشرى يستنتج القديس كيرلس قرابة مزدوجة للإنسان مع المسيح، قرابة أساسية (طبيعية) وقرابة سرية. وحيث إن المسيح دخل إلى الجنس البشرى، وكأصل قبل كل الجنس البشرى فيه للخلاص لذلك فإن كل أبناء آدم صاروا أقرباء للمسيح. هذه الوحدة والقرابة مع المسيح ليست قرابة عادية مثل تلك التي مع كل أحد من أبناء الإنسان، ولكنها قرابة ذات معنى سام فهي القرابة مع المسيح رأس الجنس الجديد، الذي قبل الكل فيه من الصالحين والأشرار للخلاص، وهو الذي جدد الكل في ذاته، لذلك فإن هذه العلاقة ليست خاوية وبدون تأثير ولكنها حية (يو 10:10).
* إن السبب السري الذي من أجله ينبغي أن تكون الحياة الأساسية فينا هو أنه [بدون حضور المسيح يكون من غير الممكن أن يخلص الإنسان وأن يتحرر من الخطية والموت، وإلا لكانت الحياة ليست فيه]. لأن من غير الممكن لنفس الإنسان التي لا تثبت في نعمة الروح القدس وفي المسيح أن تفعل الصلاح وتنجو من فخ الشيطان
البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس
  رد مع اقتباس