عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 05 - 2014, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس

البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس
2- المسيح "آدم الثاني":

* يوصف وضع المسيح بالنسبة للإنسانية بأنه آدم الثاني، فهو يحمل هذه التسمية لا لشيء إلا لأنه [هو الأصل الثاني للجنس البشرى ومبتدئ الإنسانية التي عادت ثانية خلال القداسة في الروح إلى السلامة (النجاة)]. فالمسيح دخل إلى هذا الوضع بعد سقوط آدم. وأكثر من ذلك فإن آدم يسمى مثال الآتي، بالرغم من أن الأخير (آدم الثاني) كان له الوجود السابق الأزلي، وأكمل سر التجسد بحسب خطة الله. لذلك يقول الرسول إن المسيح ظهر في الزمن كمخلص.
* يقارن القديس كيرلس بين طبيعة كل من آدم الأول، وآدم الثاني حيث يذكر اثنين من الاختلافات الجوهرية بينهما:
أ- آدم الأول كان كائنًا حيا وقبل الحياة كمخلوق، أما المسيح فهو الله والحياة والواهب الحياة (1كو 45:15). في هذا يريد أن يقول القديس كيرلس مع القديس بولس الرسول إن المسيح هو أصل وحامل الإنسانية لأنه يحمل في ذاته قوة الحياة، بينما آدم الأول تقبل حياته من مصدر الحياة.
ب- ولأن آدم الأول من الأرض لذلك فهو نفساني، أما آدم الثاني من السماء فهو سمائي وروحاني (1كو 47:15). لذلك يقول القديس كيرلس [إن هذا لا يعنى اختلاف في الطبيعة ولكن الاختلاف يكون في نوعية الخلق والسولك]. هذا يعنى أن آدم الأول لم يكن قد أرتفع بعد إلى درجة المجد، وكان مرتبكًا في الحس الجسدي، لذلك كان من الممكن أن يخطئ وقد أخطأ فعلا، ولذلك سقط "النفساني" في الفساد. أما المسيح آدم الثاني فقد كان له الكمال وهو في الجسد ولم يخطئ ولم يوجد في فمه غش.
* طبيعة كل من الأصلين (آدم الأول وآدم الثاني) ترتبط مع الجنس البشرى في علاقة متبادلة: فكما الأرضي هكذا أيضًا الأرضيون، وكما السمائي هكذا السمائيون. وقد استخدم القديس كيرلس تعبير القديس بولس هذا (1كو 49:15) مرات عديدة. وعلى ذلك يمكننا أن نستخلص المفاهيم الآتية: فهناك (أي في آدم الأول) يكون الأرضي والمخلوق والفساد الذي أخذناه، أما هنا (في آدم الثاني) فيكون الجانب الإلهي للنجاة والخلود. فحيث إن آدم الأول كان مثال للآتي، لذلك يأتي فيه وبدلا منه سر المسيح بلا شك وإن كان هناك اختلاف بينهما، ولكنهما في صورة متماثلة، ولكن في علاقة جديدة مع الجنس البشرى وليست مثل علاقة آدم الأول. فآدم الأول كان للجنس البشرى بداية للموت وللعنة وللهلاك، أما آدم الثاني المسيح فكان عكس ذلك حيث صار للجنس البشرى، بداية للحياة وللبركة وللتبرير. فكما كان آدم الأول أصل الشعب القديم، حيث فيه سقط كل الجنس البشرى، فإن المسيح وهو أصل الشعب الجديد قد أعيدت فيه خلقته (الشعب الجديد) لجدة الحياة. فمثلما آدم الأرضي كان المثال والأصل لكل الجنس البشرى، هكذا المسيح السماوي يكون هو المثال للذين يتبعونه.
* القديس كيرلس اختار للتعبير عن هذا الوضع الشامل لآدم الثاني الاصطلاح "بداية" إذ يتكلم عن المسيح بأنه "الأصل الثاني" الكرمة، "والأساس" وقد استخدم التعبير الكتابي "رأس" كما ذكر في (1كو 43:11؛ أف 23:5) بمفهوم "البداية".
* يلاحظ هنا أن الشرح التفصيلي عن المسيح آدم الثاني بالمقارنة بآدم الأول والتي تسود تعاليم الخلاص للقديس كيرلس الإسكندري، تستند أساسًا إلى رسائل القديس بولس الرسول إلى غلاطية وأفسس وخاصة إلى رومية.
البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس
  رد مع اقتباس