عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 05 - 2014, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,992

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس

ونورد هنا نموذج لتعليم البابا كيرلس:

التعليم عن الخلاص للقديس كيرلس رئيس أساقفة الإسكندرية (*)

* القديس كيرلس الإسكندري -كما يشهد المؤرخون الأولون- زَينَ كرسي الإسكندرية في الفترة من 412-444 م. وهو يعتبر بلا جدال أحد آباء الكنيسة الكبار والذي بكتاباته المتنوعة التفسيرية الكتابية والعقائدية قد أثرى الكنيسة الجامعة. كما أنه اشتهر بتعاليمه الخريستولوجية وأيضًا التعليم عن الخلاص. وقد أتيحت له الفرصة ليأخذ مكانًا ضد الهرطقات المختلفة مثلما فعل من قبله آباء الكنيسة السابقون له مثل القديس أثناسيوس في مواجهته للأريوسية. وقد كان له دورًا بارزًا في محاربة ودحض بدعة نسطور.
* للأسف ليس لدينا معلومات كافية عن نشأة القديس كيرلس الإسكندري الثقافية. ولكن كتاباته تدل على عمق ثقافته الفلسفية واللاهوتية. فحيث إنه إسكندري الأصل والمولد فقد تعلم في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية حيث درس الفلسفات القديمة والعلوم اللاهوتية. وكان واسع الاطلاع حيث عرف بعمق التفكير وقوة الحجة بالإضافة إلى مثابرته على الدراسة والبحث. فالذي يدرس كتابات القديس كيرلس الإسكندري يلاحظ سعة إطلاعه ليس فقط على الكتاب المقدس المصدر الأول لتعاليمه، أو على كتابات الآباء السابقين له، لكن أيضًا على كتابات الوثنيين، حيث كان له رأى في الرد على أفكارهم. وقد ساعدته معرفته للعلوم الفلسفية في الرد على الأفلاطونية الحديثة والتي كانت تعتبر عدوا كبيرًا للمسيحية في القرن الثاني الميلادي. كما أنه كتب بحثًا ضخمًا في كتاب يحوى ثلاثون فصلًا لم يتبق منها إلا عشرة فصول للرد على تعاليم الإمبراطور يوليانوس المرتد.
* أما إذا تحدثنًا عن رأى القديس كيرلس بالنسبة لكل من الكتاب المقدس والتقليد وأيضًا التعليم الكنسي، فنجد أن هؤلاء الثلاثة يشكلون بالنسبة له المعيار المناسب للتعليم وقاعدة الإيمان. فكلا العهدين القديم والجديد هما موحى بهما من الله، حيث إن الروح المتكلم فيهما واحد. لذلك يكتب القديس كيرلس إلى نسطور: [سوف يكون من المفيد لنا إن كنا نلتزم بتعاليم الآباء، وإن كنا نجتهد لكي نعتبرهم ذوى قيمة عظيمة، ونمتحن أنفسنا "هل نحن في الإيمان" (2كو 5:11) كما هو مكتوب، ونشكل أفكارنا حسنًا جدًا لتطابق آراءهم المستقيمة والتي بلا لوم]. فالإيمان الصحيح سلم للكنائس منذ البدء بواسطة الرسل القديسين والبشيرين الذين كانوا معاينين وخداما للكلمة. فمن المجمعين المسكونيين (نيقية 325 م. والقسطنطينية 381) واللذين كانا سابقين للقديس كيرلس حيث لم يكن معاصرًا لهما فقد ورد ذكر في الرسالة 17 مجمع نيقية فقط حيث إن الآباء تكلموا فيه بالروح القدس؛ أو كما ذكر في الرسالة الأولى [إن ما تكلم به الآباء أنفسهم الذين وضعوا تحديدات الإيمان الذي بلا لوم، إذ أن الروح القدس قد علمهم الحق، لأنه حسب كلمات المخلص فإنهم لم يكونوا هم أنفسهم المتكلمين بل "روح الله الآب الذي يتكلم فيهم" (مت 20:10)]
* أما بالنسبة للتعليم العقيدى فإن القديس كيرلس يذكر جملة هامة في معارضته لرأى نسطور القائل بأن القانون النيقاوي لم يذكر صراحة تعبير "والدة الإله": [حتى وإن كان المجمع لم يذكر التعبير (والدة الإله)، فإنه قد تصرف بصواب، لأن مثل هذا الموضوع لم يكن مثارًا للجدل آنذاك. لذلك لم يكن من الضروري عرض أمور لم تكن مثار نقاش].
* يذكر القديس كيرلس مرتين في كتاباته سلسلة من آباء الكنيسة السابقين له مقتبسًا فقرات من كتاباتهم مثل القديس إيريناؤس والقديس أثناسيوس الإسكندري واللذان اعتمدا في تعاليمهما على الكتاب المقدس. فيذكر مثلًا عن القديس أثناسيوس بأنه [رتب معرفة رسولية وغير مغلوبة في المعركة ضد سفسطات الهراطقة، وأبهج العالم بكتاباته كرائحة عطرة جدًا، والجميع يشهدون لدقة وتقوى تعاليمه].
* ويعتبر القديس كيرلس الإسكندري المرجع الأول في التعاليم الخريستولوجية والخلاصية، والتي تأصلت في فكره قبل اندلاع النزاع النسطوري عام 429 م. ولذلك استطاع بحماس بالغ أن يدخل كمدافع عن العقيدة الأرثوذكسية منذ بدء هذا النزاع. ونظرًا لغزارة التعليم عن الخلاص عند القديس كيرلس الإسكندري والتي أسهب في عرضها خلال كتاباته المتنوعة، لذلك سنقتصر في بحثنا هذا على إيضاح إحدى مفاهيم الخلاص في أن المسيح هو وسيط الخلاص استنادًا إلى ما ذكره القديس بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين.
البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس
  رد مع اقتباس