سادسًا: موقف البابا كيرلس من نسطور وبدعته
1 في عيد الفصح عام 428 م. كتب في رسالته الفصيحة ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان ولم يكتف بذلك بل أعلن في عظته ليلة العيد على الملأ فساد بدعة نسطور وقال:
"إن مريم لم تلد إنسانًا عاديًا بل ابن الله المتجسد لذلك هي حقًا أم الرب وأم الله"
2 ونظرًا لأن البابا كيرلس كان حكيمًا في جميع تصرفاته وأحكامه فإنه قام بملاطفة نسطور أولًا لعله يرجع عن خطأه وفساد معتقده فأرسل إليه كثير من الرسائل مملؤة بكل حكمة وتعزية وملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية والكثيرة التي تظهر فساد هذه الهرطقة لعلة يقتنع ويرجع عن ضلاله.
3 عقد مجمع مكاني في الإسكندرية قرر الأتي:
أ إدانة نسطور الهرطوقى وشجب كل تعاليمه.
ب التمسك بقانون الإيمان الذي سنة الآباء المجتمعين في نيقية سنة 325 م. واستكماله الآباء المجتمعون في القسطنطينية سنة 381 م.
* وبعد انتهاء المجمع المكاني أرسل البابا كيرلس تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه المتواجدين في القسطنطينية فانتشر الخبر في جميع أرجاء القسطنطينية فخرج شعبها جميعًا مهللًا بالفرح والابتهاج وأرسل إلى البابا معبرًا عن شكره وامتنانه.
* وعندما رأى القديس كيرلس أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس يدافع عن نسطور ويحامى عنه حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا قام بكتابة رسالة إليه يوضح فيها انحراف نسطور عن الإيمان القويم وكتب أيضًا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة الملكية شارحًا فيها سر التجسد.
4 قام بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية الذي أصدر قراراته متضمنة التمسك بقرارات المجمع السابق.
* هذا وقد أرسل المجمع الآبائية إلى نسطور متضمنة فصول "الحرومات الاثني عشر" ونظرًا لأهميتها اللاهوتية والعقيدية نذكرها فيما يلي للفائدة:
