عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 05 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)

* لقد حول القديس أثناسيوس بتعاليمه عن غير المخلوق (غير الصائر)، والمخلوق (الصائر) كل الخط اللاهوتي المسيحي في القرن الرابع من الحديث عن صيرورة الابن إلى الحديث عن ولادة الابن، ونفس هذا يسرى بالنسبة للروح القدس فطالما أن الخليقة هي خارجة بالنسبة لله ذاته لذلك تستخدم اصطلاحات غير المولود والمولود لوصف العلاقة الثالوثية أي تستخدم الآن نفس الكلمات السابقة مع كتابتها بحرفين (v) بدلًا من (v) واحدة، وبالطبع تختلف في المعنى. وتجدر الإشارة حول أن هاتين الكلمتين "مولود"، "غير مولود". نسج القائلين بعدم المشابهة كل نظرياتهم، فلقد تبنوا هذين الاصطلاحين لكي يخروجوا من المأزق، وذلك بتفسيرهما بطريقة محرفة. فحسب وجهة نظرهم توجد بين هذين المصطلحين هوة كبيرة بسبب حرف الـ(A) الذي يعنى (غير) وبالتالي فهاتين الكلمتين تصفان شخصين ينتميان لعالمين مختلفين تمامًا. الأول ينتمي إلى العالم الأزلي غير المتغير، طالما أن وجوده لم يتطلب ميلادًا ولا تغيرًا، والثاني ينتمي إلى العالم الزمني والمتغير. فطالما أن وجوده تطلب عملية الولادة، يقول أفنوميوس: "إن كان غير مولوج فهو ليس ابنًا، وإن كان ابنًا فهو ليس غير مولود".
* فحسب تعاليم أفنوميوس، فإن كان الكلمة غير مولود فلا يمكن أن يكون ابنًا، وإن كان ابنًا فلا يمكن أن يكون غير مولود، وطالما أنه ابن فهو إذن بالضرورة مولود وبالتالي فأنه متحول ومتغير.
* ومن الممكن القول أن المنادين بعدم التشابه يعودون إلى التعاليم الأساسية لأريوس مستخدمين اصطلاحات مختلفة. أي أنهم يستخدمون مصطلح "غير المولود"، بمعنى "غير الصائر" و"غير المخلوق"، ومصطلح "مولود" بمعنى "صائر" و"مخلوق". وبالتالي فإن تغيير المنادين بعدم التشابه للتعبيرات -الأمر الذي فرضته عليهم أسانيد القديس أثناسيوس ضد أن الابن مخلوق- لم يغير في الواقع شيئًا من أفكار الأريوسيين.
* لم يحدث نفس الأمر بالنسبة للأريوسيين المعتدلين الذين أظهروا تعاطفًا شديدًا ليس فقط لهذه الاصطلاحات الجديدة بل أيضًا لمعانيها الدقيقة.
* فقد شدد المجمع المنعقد في أنكيرا سنة 358 م. برئاسة أسقف أنكيرا باسيليوس وبكل وضوح على التمييز بين "غير الصائر"، باعتباره "غير مخلوق" لكنه "خالق"، وبين "غير المولود"، باعتباره "غير مولود"، لكنه "والد".
* "فالخالق والخليقة شيء، والآب والابن شيء آخر". ونجد في هذا التعبير كيفية الوجود الإلهي: حسب الإرادة والتي بها يخلق ولهذا فهو خالق، وحسب الجوهر والتي بها يلد الآب الابن حسب الطبيعة ولهذا فهو آب...
* وهكذا بالنسبة لهم فالتغيير في المصطلحات يتطابق مع خط أثناسيوس اللاهوتي:
* غير أن هذا التطابق لم يشمل إلا نصف الأمر، فلو كانوا أنصاف الأريوسيين قد كفوا عن استخدام معنى ومصطلح "مخلوق" بالنسبة للابن، إلا أنهم لم يكفوا عن استخدامه بالنسبة للروح معتبرين إياه بأنه غير مساو في الجوهر. وأنه " مخلوق ملائكي". فقد كانت تعاليمهم عن أقنوم الروح مثل تعاليم الأريوسيين المتشددين عن أقنوم الابن.
ولقد تسمك القديس أثناسيوس بخط واحد بالنسبة للأقانيم الثلاثة، ولذا واجه بحدة تلك التعاليم السابق ذكرها عن الروح القدس. فلم يكن ممكنًا له أن يقبل وبأي شكل أو حتى مجرد الإشارة إلى أن الروح (القدس) مخلوق، بل إنه أصر على أن الروح منبثق من جوهر الله.
  رد مع اقتباس