ثانيا: دور الشعب في حفظ الإيمان
1- إن مصر بمزاجها الروحاني حفظت التقليد الرسولي من جهة الإيمان بالمسيح منذ القرن الأول بصورة عملية وبإيمان حي ملتهب ومارس شعب مصر من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب جوهر الإيمان المسيحي بسر الفداء والخلاص بصورة تفوق كافة أرجاء العالم.
2- لقد كانت حياة وتراث الآباء والعلماء والشهداء (بالأخص استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء) هي الينبوع الذي استقى منه الشعب حتى الشبع ونما عليه وترعرع وجدانه الروحي والإيماني واللاهوتي، إن هذا الشعب هو أولاد الشهداء وتلامذة المعترفين وشركاء آلام المسيح عن جدارة ,لقد رأوا بأعينهم أن آباءهم قبلوا التعذيب والموت معلنين اعترافهم بلاهوت المسيح المصلوب.
3- لذا كان هذا الشعب شبعان باللاهوت وأصبح حياته كلها تنصب فيه لذا استطاعوا أن يميزوا الإيمان الحقيقي ويدافعوا عنه.
4- كثيرا ما كانوا يحفظون الإيمان في صورة ترانيم, وكثيرا ما كانوا يتجادلون مع الأريوسين في الشوارع والأماكن العامة ويفحمونهم بالآيات والشواهد والمنطق , لقد كانوا رائعين في حماية الإيمان في الجبهة الداخلية والتي ارتكز عليها أثناسيوس وأستطاع أن ينتصر في الجبهات الخارجية.