القسم الخامس: الدور الشعبي في مساندة أثناسيوس
أولًا: دور أمه في تحفيظه الإيمان
* كفلته أمه وأرسلته إلى مدرسة مسيحية وهكذا مهدت السبيل لتحقيق الإرادة الإلهية في حياة ابنها العظيم الذي لم يلبث أن صار الحصن الشامخ المنيع للإيمان المسيحي.
* ولما بلغ أثناسيوس الخامسة عشر من عمره ساورت أمه المخاوف عليه إذ رأته منشغلا بالكتب أثناء الليل وأطراف النهار ففكرت في أن تزوجه لتشغله عن المطالعة والاستذكار غير أن محاولاتها جميعا ذهبت أدراج الرياح ولما كانت أم أثناسيوس سيدة حكيمة أخذت تفكر في نفسها قائلة "لو تماديت في محاولة إخضاعه لرغبتى لفقدت مودته ألا يحتمل أن يهرب مني إلى الصحراء أو قد ينطوي على نفسه فلا يبوح لي بما في سريرته فخير لي أن أسايره في ميوله لأحتفظ بمحبته وأستطيع أن أسانده وأشاركه أمانيه فأعاونه بذلك على إتمام دراسته". وما أن انتهت إلى هذا القرار حتى استصحبت أثناسيوس إلى الأنبا ألكسندروس وقدمته إليه ليكرس حياته في خدمه الله. ومن ذلك اليوم عاش أثناسيوس برفقه البابا العظيم يهيئ نفسه للجهاد الذي ينتظره.