عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 05 - 2014, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,412

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)

النفي الأول: إلى تريف Treves:

* انتهز الحاقدون من الأريوسيين انتقال البابا ألكسندروس إلى فردوس النعيم وبدأوا العمل في إعادة أريوس من منفاه مستغلين في ذلك أخت الإمبراطور قسطنطين وتدعى كونسطاسيا التي أوصت أخاها وهى على فراش الموت بقبول أريوس وتمكنوا من إقناع الإمبراطور بذلك واستدعاه سنة 328 م. حيث قام بإدعاء التوبة وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية أقنعت الإمبراطور الذي أصدر أمرًا بتبرئته والعفو عن الأساقفة الأريوسيين الذين نفوا قبلًا.
* وما أن جلس هؤلاء الثعالب على كراسيهم حتى عقدوا مجمعًا في أنطاكية سنة 329 م. وأصدروا حكمًا بعزل بعض الأساقفة الأرثوذكسيين كما أخذوا توصية من الملك مع إقرار إيمان أريوس وأرسلوهما إلى أثناسيوس يبلغانه بقرار المجمع ويطلبان منه قبول أريوس.
* أما أثناسيوس رفض هذه التمثيلية رفضًا تامًا وقام بطرد أريوس من الإسكندرية وسارع بالكتابة للإمبراطور قائلًا: "إنني لا يمكنني أن اقبل في كنيستي رؤوس الهراطقة المحرومين من المجمع النيقاوي وإن الكنيسة عمومًا لا تقبل في شركتها أناسًا ينكرون ألوهية يسوع المسيح".
ومنذ تلك اللحظة قام الأريوسيون بإعلان الحرب صراحة على أثناسيوس.
أولًا: وشوا به لدى الإمبراطور قائلين انه وضع على مصر ضريبة جديدة لزيادة أرباح الكنيسة وعمل توانى بيضاء من الكتان للإكليروس وهذا معناه أن أثناسيوس اغتصب حقًا من حقوق الحكومة الرومانية وهى فرض الضرائب ولكن الله سخر لأثناسيوس كاهنين كانا مع الملك فبرأه من هذه التهمة.
ثانيًا: وشوا أيضًا بأن أثناسيوس ساعد أحد أعداء المملكة يدعى فيلومينوس الذي كان عازمًا على أن يملك بلاد مصر وأن يشق عصا الطاعة على الإمبراطور إلا أن أثناسيوس قام بتبرئة نفسه أمام الإمبراطور من هذه التهمة أيضًا
* ولم يكتف الأريوسيون بذلك بل قاموا بتلفيق بعض التهم الأخرى لأثناسيوس للإضرار به وتشويه سيرته العطرة وعقدوا مجمعًا في صور عام 334 م. وطلبوا أثناسيوس ليدافع عن نفسه ونظرًا لأن البابا كان يعلم أغراضهم الخبيثة امتنع عن الحضور ولكن اضطر للحضور بأمر الملك إلا أن البابا لم ينل الاحترام اللائق نظرًا لأن كل أعضاء المجمع كانوا من الأريوسيين وتعددت التهم وافتراءاتهم الدنيئة.
ثالثًا: ادعوا عليه أنه قام بكسر كأس القس اسخيراس الهرطوقي وهدم مذبحه وحرق كتبه ولكن رغم اتفاقهم مع هذا القس سرًا لإثبات تهمتهم، فإنه ندم على موافقتهم وحضر إلى المجمع بنفسه وبرأ القديس أثناسيوس!! ثم وقع بخط يده وثيقة تفيد ذلك
رابعًا: ادعوا عليه أنه ارتكب الفحشاء مع بتول راهبة وأدخلوا امرأة زانية ادعت في مجمعهم أن أثناسيوس اغتصبها وأفسد بكارتها. فقام القس تيموثاوس تلميذ البابا أثناسيوس موهمًا إياها بأنه هو أثناسيوس إذ لم تكن تعرفه وقال لها "أنا أيتها المرأة التي زنيت بك كرهًا"، فأجابت تلك الفاجرة بجسارة أهل الشر "نعم أنت يا أثناسيوس الذي أغويتني وأفقدتني عفتي التي نذرتها للرب"، ثم تظاهرت بالبكاء طالبة من المجمع أن ينتقم لها ممن أفسد عفتها الأمر الذي أضحك الأرثوذكسيين وأخجل الأريوسيين.
خامسًا: ادعوا عليه أيضًا أنه قام بقتل الأسقف أرسانيوس أسقف هبسيل (الشطب) وقطع ذراعه واستخدمها في السحر والشعوذة. وكان هذا الأسقف مازال على قيد الحياة لكنهم اتفقوا معه على الاختفاء في الصعيد لحين الانتهاء من دعواهم وقاموا بإحضار ذراع أحد الموتى كدليل على التهمة أمام المجمع. واستطاع أثناسيوس وأتباعه القبض على أرسانيوس الذي أعترف أمامهم بكل شيء فأخفاه البابا لحين انعقاد المجمع ولما عرضت التهمة على المجمع قال أثناسيوس من منكم يعرف الأسقف أرسانيوس؟ فقالوا "كلنا نعرفه فأحضره البابا وسطهم ولما اعترفوا انه هو أرسانيوس بعينه أنزل البابا أثناسيوس الرداء عن ارسانيوس واظهر يديه صحيحتين ثم قال لهم ولمن اليد الثالثة المقطوعة؟ وهنا شعر الأريوسيون بالخزي والعار وهاجوا مضطربين مبررين موقفهم المخزي قائلين "إن أثناسيوس ساحر" وأرادوا الفتك به وقتله غير أن أحد الأمراء يدعى ديونيسيوس كان حاضرًا المجمع خلصه من أيديهم وأنقذ حياته..

البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
* وبعد ذلك ترك أثناسيوس مدينة صور متوجهًا للإمبراطور لعرض أمره عليه ولكن لم يتمكن من مقابلته وأخيرًا انتهز أثناسيوس فرصة خروج الإمبراطور قسطنطين للنزهة فاعترض شارحًا له اضطهاد الأساقفة المجتمعين في صور له. وقد أثر الحديث الذي دار بينهما في نفس الإمبراطور تأثيرًا جعله يبعث بخطاب إلى جميع الآباء في صور طالبًا إليهم الحضور إلى القسطنطينية فورًا.
* ونظرًا لأن كل التهم السابقة قد فضحت أفكارهم إلا أنهم اتفقوا على تلفيق تهمة أخرى ضد أثناسيوس وعندما مثلوا أمام قسطنطين الملك لم يعيدوا سرد القصص التي ناقشوها في المجمع والتي تتعلق بالكأس والمرأة الساقطة وبأرسانيوس إذ وجدوا أن الإمبراطور لن يقبل هذه الأمور.
سادسًا: لذا اتهموا أثناسيوس باستغلال نفوذه وصمم على منع تصدير القمح من الإسكندرية للقسطنطينية ولقد كانت لتلك التهمة أفظع الأثر في نفس قسطنطين حتى انه أمر بنفي أثناسيوس من القسطنطينية إلى تريف (وهى مدينة تقع جنوب غرب فرنسا على الحدود الفرنسية البلجيكية وهى تابعة لفرنسا الآن) وعندئذ قال القديس للملك "أن الله سيقوم ديانًا بيني وبينك أنت الذي قبلت شكوى أعدائي وصدقتها" وكان هذا أول نفى ذاقه حامى الإيمان وكان الموكب الذي أقل البابا أثناسيوس من القسطنطينية إلى تريف حافلًا بكل الاحترام اللائق حيث استقبله مكسيميانوس أسقف تريف وأبدى له كل الإعجاب بشخصيته الفريدة ودفاعه المجيد عن الإيمان الأرثوذكسي كما كان في استقبال البابا وأساقفته الأرثوذكسيين قائد جنود المملكة الرومانية في الغرب قسطنطين الصغير وكان ذلك في 5 فبراير 335 م. حيث قوبل البابا وأساقفته بحفاوة بالغة وإجلال عظيم.
البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
  رد مع اقتباس