القسم الرابع: فترات النفي الخمس
أولًا: أثناسيوس بطريركًا
1- بعد انتهاء مجمع نيقية وعودة الأساقفة رجع البابا ألسكندروس وتلميذه أثناسيوس إلى الإسكندرية بمجد عظيم.
2- لكن لم تمض على ذلك سوى خمسة شهور وتنيح المغبوط القديس العظيم البابا ألكسندروس في (22 برمودة 17 إبريل 328 م) وكان ذلك أثناء الصوم الكبير الذي لمخلصنا الصالح.
3- وقبل نياحة البابا وهو في النزع الأخير وكل الإكليروس مجتمعون حوله يتباركون منه أوصى البابا بانتخاب أثناسيوس خليفة له ليجلس على الكرسي المرقسي إلا أن أثناسيوس حاول الهرب من عبء هذه المسئولية المملوءة بالمخاطر والمشقات وعندما تأكد للبابا أن أثناسيوس قد هرب قال: "وهل تظن أن بهروبك يمكنك أن تفلت........ لا يمكن". ومن هنا بدأ الشعب البحث عن أثناسيوس حتى وجدوه وأحضروه من البرية حيث كان مختبئًا بها وتمت رسامة أثناسيوس بطريركًا في (8 يونيو 328 م) وبالفعل تم تنصيب أثناسيوس بطريركًا على الإسكندرية ليكون ترتيبه العشرون في عداد البطاركة العظماء وكان عمره وقتئذ لم يتجاوز الثلاثين.
4- ولأول مرة يجتمع 50 أسقفًا لرسامته ووضعوا الأيدي عليه وقد قام الأريوسيون بمحاولة لمنع انتخابه خوفًا من شخصيته القوية ومقاومته لهم، ولكن هيهات فلم يفلحوا وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع.
