خامسًا: حوادث هامشية حدثت في نيقية:
* اثبت المؤرخون بعض الحوادث في سياق حديثهم عن مجمع نيقية ندونها لعلها تعطينا فكرة متكاملة عن هذا المجمع المقدس.
* دون المؤرخ دين ستانلى في كتابة Lectures on History of the Eastern church).

هاتين الحادثتين الطريقتين:
1- كان ضمن الآباء الذين اهتموا بالذهاب لحضور المجمع الأسقف اسبريدون اليوناني نائبًا عن جزيرة قبرص وكان هذا الأب مشهورًا بسذاجته وبساطته الكاملة، وفي الطريق مال إلى فندق ليستريح، فوجد هناك عددًا ليس بقليل من الأساقفة الذين جاءوا لنفس الغرض وكان هذا الأسقف البسيط يحمل أمتعته على بغلين أحدهما أحمر والآخر اسود.
2- وعندما رأى الأساقفة الأنبا أسبريدون خافوا لئلا يخدعوه الأريوسيون لبساطته إذا ذهب إلى نيقية وفكروا فيما بينهم في الطريقة التي تأخره عن متابعة سيره وأخيرًا قرروا ذبح البغلين! وبعد أن نفذوا ذلك قاموا مبكرين وساروا في طريقهم إلى مقر انعقاد المجمع! ولما قام الأسقف سبريدون أمر خادمه بإعداد العدة وإحضار الدابتين بمتابعة السير وكم كانت دهشة الأسقف عظيمة عندما عاد إليه الخادم بعد قليل يقول في رعب.
* "لقد ماتت الدابتان! ذبحهما الأريوسيون!" وهنا ذهب مع خادمه إلى الحظيرة وكان الظلام باقيًا وأمره أن يلصق الرأسين المقطوعتين بالجثتين ثم صلى ورسم علامة الصليب فنهضت الدابتين سليمتين كما كانتا!! ثم استأنف سيره وما أن أشرق النور حتى أبصر الأسقف فإذ برأس البغل الأسود قد صارت على جسد الأحمر ورأس الأحمر لصقت بجسد الأسود، فسجد لله شاكرًا ولما وصل إلى نيقية استقبله الأساقفة الذين عملوا معه هذه الحادثة كي يعيقوه عن الحضور وتأكدوا من قداسته عندما رأوا اختلاف اللونين في الدابتين.
3- عندما وقف أريوس وأعلن عقيدته الفاسدة غضب الأساقفة واندفع القديس نيقولا أحد الآباء اليونان وضرب المبتدع على فمه.
* ولما شكا أريوس أمره للإمبراطور حكم الآباء باستبعاد هذا القديس من المجمع وسجنه بعد أن أخذوا قلنسوته وإنجيله! ولكن ما أن ذهب نيقولا إلى السجن حتى ظهرت له السيدة العذراء ليلًا ممسكة بذراع يسوع المسيح ابنها الحبيب الذي اقترب من الأسقف وسلمه الإنجيل مبتسمًا كما وضعت العذراء القلنسوة على رأسه!
* وعندئذ خرج من الحبس فرحًا وذهب لآباء المجمع حيث أراهم الإنجيل والقلنسوة فتعجبوا وباركوا غيرته وأبطلوا الحكم الذي أصدروه قبلًا.
* كذلك حادثتين أخريتين ذكرتا أثناء الحديث عن مجمع نيقية في كتابات المؤرخين عن موقف الإمبراطور.
4- رأى الإمبراطور أحد الأساقفة، المسمى أكاكيوس جالسًا وحده فسأله عن سبب ذلك ولماذا يرفض الجلوس مع بقية الأساقفة، فقال أكاكيوس "أنه لا يجوز ليَ أن اشترك مع الذين يقبلون الساقطين في الخطية المميتة إذ لا غفران لهم" فنظر إليه الإمبراطور وقال له: "أنصب سلمًا يا أكاكيوس وأصعد وحدك إلى السماء".
5- انتهز البعض فرصة قدوم الإمبراطور للمجمع وقدموا إليه بعض العرائض والشكاوى في حق بعض الأساقفة، وكم كان موقف الإمبراطور عظيمًا عندما احضر موقدًا وأحرق فيه كل ما تسلم من العرائض والشكاوى قبلما يقرأها ثم قال للجميع: "لو نظرت بعيني أحدًا من ذوى الكهنوت في ريبة لسترته بإرجوانتى".
