ثامنًا: العقيدة في نظر ترتليانوس:
1- الثالوث
ترتليانوس يسبق الآباء الغربيين في استعمال لفظ الثالوث باللاتينية:
* لقد سبق ترتليانوس غيره من الآباء الغربيين إلى استعمال لفظ الثالوث باللاتينية ووفق في انتقاء غيره من الألفاظ التي لاقت استحسانًا كبيرًا في الأوساط الإكليريكية العلمية، فراجت رواجًا كبيرًا، ولا تزال تستعمل حتى يومنا هذا.
* فقد جاء في رسالته في التواضع تعبير عن الثالوث الأقدس في منتهى الدقة والوضوح والابن من جوهر الآب وهو يؤكد أن الجوهر واحد في ثلاثة متحدين.
* وقد سبق ترتليانوس أيضًا إلى استعمال اللفظ اللاتيني Persona على الأقنوم، فالكلمة غير الآب في الشخص Persona لا في الجوهر، وذلك للتمييز لا للتفريق،ويستعمل ترتليانوس اللفظ Persona في الإشارة إلى الروح القدس الأقنوم الثالث.
ترتليانوس والتثليث والتوحيد:
* مما قاله ترتليانوس في رده على براكسياس: "وإذا كان الجمع في الثالوث لا يزال يزعجك لأنه ينفى الوحدة البسيطة، فإني أسألك: كيف يمكن لكائن واحد مفرد أن يتكلم بصيغة الجمع فيقول: خلق الإنسان على صورتنا ومثالنا؟ أو لم يكن الأجدر له أن يقول إذا كان هو واحدًا مفردًا: لأخلق الإنسان على صورتي ومثالي؟
* " وقوله: هوذا آدم قد صار كواحد منا.. كيف يفسر إذا كان هو واحد فقط؟
* " هل أراد الله خداعنا أو تسليتنا، أو أنه كان يخاطب الملائكة كما يقول اليهود الذين لا يعترفون بالابن؟
* " أو أنه تعمد استعمال الجمع لأنه في آن واحد: الآب والابن والروح القدس".
* وفي هذه الرسالة نفسها، ترى ترتليانوس يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا... فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم
* وأعتبر ترتليانوسالسيدة العذراء حواء ثانية فقال: "وكما أن حواء الأولى سمعت كلمة الشيطان فبنت بناء الموت. فأن مريم صدقت كلام الملاك فشيدت بناء الحياة.
2- الكنيسة هي الأم:
* دعى ترتليانوسالكنيسة أمًا. وقال في تعليقه على الصلاة الربانية إن الاستهلال باللفظ "أبانا" يتضمن استغاثة بالابن وافتراض أم معهما هي الكنيسة.
* وجاء في كلامه عن المعمودية، وجهه في إحدى رسائله، ما يلي: وهكذا أيها المباركون الذين تنظرهم نعمة الله، لدى خروجكم من حمام الولادة الجديدة الطاهرة ودخولكم إلى بين أمكم لأول مرة، أفتحوا يدكم للصلاة مع إخوتكم، اسألوا الآب واسألوا السيد أن يمنحكم النعمة الخصوصية.
* وجاء في رسالته ضد الهراطقة أن الكنيسةمستودع الإيمان وحامية الإلهام، وإنها هي وحدها وريثة الحقيقة وصاحبة الأسفار المقدسة، وحافظة العقيدة الرسولية... وفيها وحدها التسلسل الرسولي الشرعي، وبالتالي فهي وحدها معلمة الرسالة.