5- الفلاسفة أخذوا الحقائق الفلسفية من الأنبياء ولاسيما موسى النبي
* يؤكد القديس يوستينوس في الفصل 59 أن أفلاطون مدين لموسى إذ بنى فلسفته بخصوص خلق العالم على ما ذكره موسى النبي في أسفاره. كما يبين في الفصل 60 كيف تأثر أفلاطون بموسى بخصوص ما ذكره عن الصليب...
* يقول القديس يوستينوس: (مما يدل على أن أفلاطون تأثر بأقوال أنبيائنا ومنهم موسى قال: "إن الله بعد أن شكل المادة التي لا شكل لها خلق العالم". اسمعوا نفس هذه الكلمات نطق بها موسى -وقد كان أول الأنبياء كما أوضحنا قبلًا وأقدم من كُتاب الإغريق- وتكلم بواسطة روح النبوة عن كيفية خلقة الله للعالم ومن أي المواد إذ قال: "في البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله ليكن نور فكان نور" يتضح من ذلك أن أفلاطون ومن يوافقونه في الرأى -ونحن أيضًا- قد تعلمنا ويمكن إقناعكم أنتم كذلك بأن العالم كله خُلق بكلمة الله من المادة التي ذكرها موسى ونعلم أن ما يسميه الشعراء أريبوس هو ما ذكره موسى قبلًا).
* يقول القديس يوستينوس: (كذلك البحث الفسيولوجي بخصوص طبيعة " ابن الله " في كتاب تيمايوس لأفلاطون الذي يقول فيه أنه قد " وضعه على شكل صليب في الكون " قد أخذه بالمثل عن موسى. إذ ورد في أسفار موسى كيف أن الإسرائيليين عندما خرجوا من أرض مصر كانوا في البرية في ذلك الوقت التقوا بحيوانات مسممة من أفاعي وثعابين وكل أنواع الحيات التي كانت تفترس الناس وكيف أن موسى بإلهام وتأثير الله قد أخذ نحاسًا وصنعه على شكل صليب ونصبه في خيمة الاجتماع المقدسة وقال للشعب من نظر إلى حية النحاس يحيا وقد ذكر أنه لما تم ذلك ماتت الحية. وقد وصل إلينا أن الشعب نجا من الموت بهذا السبب).
* يقول القديس يوستينوس: (وكل ما قاله الفلاسفة والشعراء عن خلود الروح والقصاص بعد الموت والتأمل في الأمور السماوية وما أشبه ذلك من التعاليم قد أخذوه عن الأنبياء. ومن هذا يتضح أن بذور الحق موجودة عند جميع الناس ولكنهم يُتهمون بعدم إدراك الحقائق عندما تبدوا منهم متناقضات).