القسم الثالثً: اللاهوت عند الشهيد يوستينوس:
1- كان يؤكد على أهمية ومعقولية الإيمان، واعتماده على العقل.
2- تقديم أوجه الشبه بين تعليم الكنيسة، وبين المفكرين والشعراء اليونانيين - لكي يُثبت أن الفلسفة المسيحية وحدها هي الفلسفة النافعة الآمنة.
أولًا: مفهوم يوستينوس عن الله:
1- الله بلا بداية وهو بلا اسم هو آب الكل، غير مولود فلا يُعطى له اسم لأنه مهما كان الاسم الذي يُدعى به يظل المُسمى أكبر من المُسمى. لكن كل هذه الكلمات، آب، خالق إله، سيد، ليست أسماء بل ألقاب مأخوذة من أعماله الصالحة 6:2.
2- أفضل اسم هو آب لأنه هو الخالق، هو آب الكل، يقول "الله لا يمشى ولا ينام ولا ينهض -بل يظل في مكانه- سريع في الرؤية، سريع في السمع -ليس له عيون ولا آذان، بل هو قوة لا تُوصف، هو يعرف كل الأشياء، ولا يهرب أحد من أمامه هو لا يتحرك ولا يُحد في بقعة ما في العالم، بل هو موجود قبل إنشاء العالم، فكيف إذن يُمكن أن يتكلم م. أحد أو يراه أحد (حوار 127،60).
3- لأن الله غير موصوف.. فالوسيط هو اللوغوس، الله يتصل بالخليقة بواسطة اللوغوس، هو يُعلن عن نفسه بالكلمة الذي هو قوة الآب.
4- يشرح ميلاد الابن من الآب كولادة النار من النار فتأخذ صفتها وشكلها (حوار 61).
5- ويرى أن ميلاد الابن (الكلمة الإلهي) صدور من الله، هنا نرى اتجاه يوستينوس إلى التبعية الابن للآب في علاقة الابن بالآب (الدفاع الثاني ف6).
6- الابن يُدعى وحده ابنه -اللوغوس- وحده الذي كان معه ومولود منه قبل كل أعماله - قد خلق ونظم به كل الموجودات "إنه يُدعى المسيح لقد رتب ونظم كل الموجودات من خلاله".
7- هنا يبدو يقول أن اللوغوس أصبح المنظم والخالق للعالم... هو الشخص الإلهي، ولكنه يخضع للآب (حوار 61).
8- تعليم يوستينوس عن اللوغوس بمثابة قنطرة بين الفلسفة الوثنية والمسيحية، بينما يُعلم يوستينوس عن اللوغوس الإلهي الذي ظهر بكامله في المسيح، نراه يقول "إن بذور اللوغوس انتشرت في كل الجنس البشرى قبل مجيء المسيح في الجسد -كل إنسان ينال قسطًا أو نصيبًا من البذرة التي للوغوس- ليس فقط أنبياء العهد القديم ولكن فلاسفة الوثنية الذين حملوا بذور اللوغوس في نفوسهم مثل هيراقليتس وسقراط والفيلسوف الرواقي - الذين عاشوا حسب توجيهات اللوغوس (الكلمة الإلهي)، في الحقيقة يُعتبرون مسيحيون حقيقيون".
* لقد تعلمنا أن المسيح بكر الله ونحن نعلم أنه اللوغوس الذي هو شريك لكل الجنس البشرى، وكل الذين يعيشون حسب اللوغوس يُحسبون مسيحيون، حتى لو كانوا بلا إله، مثل اليونانيون سقراط، وهيراقليتس (الدفاع الأول ف 46).
* يقول".... نحن نعبد ونُحب اللوغوس الذي هو من الآب غير المولود. غير الموصوف ومن أجلنا صار إنسانًا لكي يُشاركنا آلامنا ويحمل الشفاء لأجلنا، لقد كانت بذور اللوغوس في هؤلاء ولكن ليس بوضوح - كل واحد على قدر طاقته - (الدفاع الثاني ف13).
* يبرهن يوستينوس ببراهين فيما وراء الطبيعة عن وجود عناصر الحق في الفلسفة الوثنية، ولكنه يقدم برهان تاريخي أن الفلاسفة الوثنيين اقتبسوا من كتابات اليهود لأن موسى أقدم من كل الكتاب اليونانيين وكانت الفلاسفة وموسى يؤكدون على خلود النفس، والدينونة بعد الموت، والتأمل في السماويات، وتعاليم متشابهة، لقد اقتبسوا (اليونانييون) كل ذلك من الأنبياء... هذه هي بذور الحق التي كانت في كل الناس (الدفاع الأول ف44).
* ولكن المسيحيون وحدهم يملكون الحق الكلى، ولكن المسيحيون يملكون الحق لأن المسيح ظهر لهم لأنه الحق نفسه.