عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 05 - 2014, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس يوستينوس

ثالثًا: اهتداء القديس يوستينوس الشهيد إلى المسيحية:


* ذهب القديس يوستينوس يومًا إلى مكان منفرد ليتعمق وحده في درس آراء الفلاسفة الأفلاطونيين فلما وصل المكان الذي نوى السفر إليه وجد هناك شيخًا ذا هيبة لطيفة وفيما كان يوستينوس يتفرسه متعجبًا قال له الشيخ: لماذا تتعجب منى؟ فقال يوستينوس: لأني وجدت إنسانًا في هذا القفر. ثم جلسا يتخاطبان فطفق الشيخ يسأله عن سبب مجيئه إلى ذلك المكان، فقال له يوستينوس: إني قصدت الانفراد ههنا لأتأمل بعض دقائق القضايا الفلسفية ثم أخذا في التكلم عن: معرفة الحق وطبيعة الله وخلود النفس والثواب على الفضائل والعقاب على الرذائل.
* وكان يوستينوس يتحدث عن هذه الأمور بحسب مبادئ فلسفة أفلاطون، أما الشيخ فشرع حينئذ يبين له أن معرفة الله والنفس وعواقب الإنسان وما يلزم فعله للخلاص الأبدي لا يدركها أحد بمبادئ الفلاسفة ولا بتعليمهم، ثم أقام على ذلك الأدلة الساطعة والبراهين القاطعة وأورد كل ما أورد من هذا القبيل بصور الأقيسة المنطقية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فسلم يوستينوس بكل ما ذكره الشيخ. حينئذ قال له الشيخ: اعلم أنه قبل ظهور أولئك الفلاسفة ظهر أُناس أبرار يتقون الله مستنيرين منه، هؤلاء الأنبياء الذين عرفوا الله الحق حقًا وبشروا به العالم صدقًا بدون أن يطلبوا المجد والربح الزمني. اقرأ كتبهم فتجد هناك معرفة المبدأ الأول والغاية القصوى والحكمة الحقيقية وأشياء أُخر سامية جدًا كان من المستحيل أن يحصل الإنسان على معرفتها بمجرد قوة عقله، وتلك الحقائق التي هي فوق إدراكنا تراها مؤيدة بتمام ما تنبأوا به وبعجائب أخرى كثيرة لا يمكن أن تًصنع إلا لثبات الحق. فهناك تحصل على معرفة الله خالق البرايا كلها ومعرفة ابنه السماوي المساوي له في اللاهوت (الجوهر) الذي تجسد لأجل البشر وعندئذ تعلم موقنًا أنه هو وحده مخلص العالم وهناك تحصل على الحكمة الحقيقية التي تنير العقل وتنقى القلب. والخلاصة أن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة المسيحية.
* ومنذ ذلك اليوم تاق يوستينوس إلى تلاوة الكتب المقدسة ولما وجدها قرأها بتأنٍ وإمعانٍ نظر، فوجد فيها كل ما كان قد أناره به ذلك الشيخ المنير. وكان يتعجب من عظمة أسرار الديانة المسيحية ونقاوة أوامرها وشجاعة القديسين الشهداء. فتعمد وأضحى فيلسوفًا حقيقيًا أي تعمد وصار مسيحيًا.
  رد مع اقتباس