عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 05 - 2014, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الراعي لمؤلفه هرماس

ثامنًا: التعاليم العقائدية في كتاب (الراعي)


1 التعليم عن التوبة:

* إن التعليم عن التوبة كما ورد في هرماس كان محور مناقشات حادة. هذه المناقشة دارت حول الفقرة 4 و3 و1-6 التي تقدم حوارًا بين هرماس وملاك التوبة:
هرماس
(أنا سمعت، يا سيدي، من بعض المعلمين أنه ليست هناك توبة أخرى غير تلك التي كانت عندما غطسنا في المياه ونلنا مغفرة خطايانا السالفة).
فقال لي (الملاك):
* ما سمعته فهو صحيح لأن الأمر هكذا فعلًا. إن الذي نال مغفرة لخطاياه يلزم ألا يخطئ مرة أخرى بل أن يعيش في طهارة. ولكن حيث أنك تسأل بمثابرة عن كل شيء فسوف أوضح لك ذلك أيضًا، لا تفسح المجال للذين آمنوا الآن وسيؤمنون، لأن الذين آمنوا وسيؤمنون قد غفرت لهم خطاياهم السابقة التي قبل المعمودية. المعمودية تغفر الخطايا. والمخلص وضع التوبة للذين آمنوا قبل هذه الأيام، لأنه وهو العارف خفايا القلوب والمالئ الكل. رأى ضعف البشر ورأى أحاييل الشيطان والشباك التي يحاول أن يوقع بها خليقته. لذا تحنن برحمته وأوجد التوبة وأعطى لي سلطانها إني أقول لك إن الإنسان يخطئ خطيئة كبرى إذا وقع في التجربة بعد تلك الدعوة العظيمة الشريفة للإنسان نوبة واحدة أما إذا أخطأ ثانية وتاب، فتوبته باطلة ومن الصعب أن يجد الحياة.

قلت:
* لقد تنفست الصعداء بعد سماعي هذه الكلمات. لقد فهمت أنى إن لم أخطئ ثانية فسأخلص. وسيخلص أولئك الذين يفعلون هكذا).
* وحسب هذا النص فإن التعليم عن التوبة كما يقدمها هرماس تتلخص في النقاط الآتية:
أ هناك توبة للخلاص بعد المعمودية.
ب للتوبة طابع شمولي: فلذلك لا يمكن استبعاد أي خاطئ أو دنس أو جاحد. بل الخاطئ الذي لا يتوب هو الذي يُستبعد من الكنيسة.
ج لابد أن نستحث الإنسان على التوبة. ولابد أن تؤدى التوبة إلى العلاج، والفرصة توفرها التوبة لا يصح إساءة استعمالها بالسقوط ثانية في الخطية. وهو يحرص على ضرورة العلاج حتى من الناحية الفسيولوجية. والكاتب ينشغل هنا بالرعاية أكثر من العقيدة، والحث على التوبة هنا يتم على أساس أسخاتولوجى، فلابد أن تتم التوبة قبل أن يصير "بناء البرج أي الكنيسة" حقيقة واقعة، لأن عملية بنيان الكنيسة معلقة بإعطاء الخاطئ فرصة للتوبة.
د إن المعنى الحقيقي للتوبة هو تغيير شامل للخاطئ، ورغبة صادقة في أداء التأديبات الاختيارية، والصوم، والصلاة من أجل طلب مغفرة الخطايا التي ارتكبت.
ه التبرير الذي يحصل عليه الخاطئ بالتوبة لا يكون فقط تطهيرًا بل تقديسًا إيجابيًا كمثل التقديس الذي سبق أن ناله بانسكاب الروح في المعمودية.
و إن التعليم عن التوبة، لدى هرماس، متماش تمامًا مع التعليم بان الكنيسة ضرورية لأجل خلاصنا. لذلك يتحدث هرماس عن صلوات يرفعها شيوخ الكنيسة (القسوس) عن الخطاة. والمصالحة بهذا المعنى ليست مذكورة صراحة، وذلك لأسباب عديدة ولكن لابد من قبول ورودها في ضمير الكاتب كحقيقة ضمنًا.
  رد مع اقتباس