الكتاب الثالث: الأمثلة العشرة
1- الوطن السماوي والغربة: (يا خدام "عبيد" الله: إنكم تعرفون أنكم تقيمون في الغربة وأن وطنكم بعيدًا جدًا... فلماذا تقتنون الحقول والمساكن والقصور؟!. من يهيئ نفسه لهذه الحياة يصعب عليه أن يعود إلى مدينته الحقيقية).
2- الكرمة وشجرة الدردار: "كمثل للتعاون بين الغنى والفقير" (لأن الكرمة التي تعلو فروعها شجرة الدردار تعطى ثمرًا جيدًا وكثيرًا، أما إذا تُركت فوق الأرض فأنها تعطى ثمرًا قليلًا ومتهرئًا... الغنى يملك ثروة كبيرة إلا أنه فقير في خدمة الله.. أما صلاة الفقير فهي غنية ومقبولة عند الله.... الغنى والفقير يتمان عملًا واحدًا يرضى الله، هذا بالصلاة، وذاك بماله الذي أعطاه الرب).
3- الأشجار العالية في العالم "الشتاء": "لأن الصديقين والخطاة لا يتميزون في هذا العالم بل يتشابهون... ففي الشتاء تفقد جميع الأشجار أوراقها... ويصعب التميز بين الأشجار الميتة والأشجار الحية".
4- تمايز الأشجار في الدهر الأتي: "الصيف" (كما أن ثمار الأشجار تظهر في الصيف وكل شجرة تُعرف من ثمارها، هكذا سيُعرف الصديقون المثقلون بالأوراق من ثمارهم أما الوثنيون والخطاة الذين ترمز لهم الأشجار اليابسة فإنهم سيظهرون حاقدين في الدهر الأتي ويُلقى بهم في النار لأعمالهم الشريرة).
5- الصوم كتضحية مقبولة: (صُمْ للرب هكذا: لا تصنع الشر، وأعمل بقلب نقى وأحفظ وصايا الله... أجمع المال الذي وفرته بسبب صيامك وأعطه إلى محتاجيه... وبهذا تصبح تضحيتك مقبولة عند الله).
6- رؤية ملاك الشهوة وملاك العقاب في ثوبي راعيين: يمثل القطيع الغبي حشدًا عظيمًا من النفوس الذين يحيط بهم خطر الهلاك وإذا يقودهم ملاك الشهوة إلى الشر فأن الله يسلم الخطاة الذين يلهون دون فرح إلى ملاك العقاب ليعاملهم بقسوة، ليردهم عن ضلالهم وغيهم إلى الطريق الثواب "المستقيم". وهذه العقوبة عادلة بسبب خطايا الناس.
7- هرماس وعائلته بين ملاك العقاب وملاك التوبة: بينما عانى هرماس من شدة العقاب لجأ إلى التوبة مفضلًا أن يتحمل آلامها الشافية... يقول ملاك التوبة: (يجب على التائب أن يفرض الألم على نفسه، وأن يكون متواضعًا وأن يتحمل آلامًا متعددة... فيتراءف خالق الكون عليه ويشفيه من كل شروره، لأنه عارف مكنونات القلوب) (قطع 4، 5).
8- عمل النعمة وشجرة الصفصاف: هناك شجرة صفصاف ضخمة، تمثل ناموس الله المعطى لكل العالم والنعمة المعطاة في الابن، وهى شجرة تظلل على كل المسيحيين في العالم (تشبيه 8، 3) ويقطع الملاك ميخائيل فروعها وأغصانها ويعطى لكل واحد ثم يجمعها بعد حين، وتكشف حالة الأغصان العائدة عن ضمائر الذين حملوها معهم.. ومن بين ثلاثة عشر صنفًا من المسيحيين، فإن ثلاثة فقط هم الذين يدخلون إلى الكنيسة (البرج) في مجد عظيم، وهم: "الشهداء والمعترفون والأبرار، أما كل الباقين فهم خطاة عليهم بالتوبة لنوال الخلاص حسب إرشادات الراعى.
9- الكنيسة كبرج عجيب مبنى على صخر الدهور: نرى منظر البرج الذي ظهر في الرؤيا الثالثة يتم اكتماله، ففي وسط سهل أركاديا تقف هذه الصخرة القديمة (وهو ابن الله) وفي الصخرة باب جديد (التجسد) محاطًا باثني عشر عذراء (رمز للفضائل المسيحية) ويبنى الملائكة برجًا "الكنيسة" على الصخرة والباب (إشارة إلى الإيمان بالمسيح الصخرة والباب بواسطة الأحجار "المؤمنين" التي يحصلون عليها من مجارى المياه (إشارة إلى المعمودية)، أو من الاثني عشر جيلًا (تشبيه للعالم كله حيث هذه الجبال تمثل أثنى عشر سبطًا يقطنون كل العالم، إشارة إلى الكنائس المحلية المنتشرة في العالم والذين كرز لهم الرسل بابن الله) وكلهم يجب أن يعبروا من الباب، وعندما كانت هذه الأحجار توضع في مكانها من البناء فإنها كانت تفقد ألوانها وتصبح كلها بيضاء (إشارة إلى الكنيسة التي تصبح قلبًا واحدًا نقيًا وبهيًا في المسيح يسوع). وفجأة يتوقف العمل إذ يأتي السيد صاحب البرج ليمتحن نوعية وجودة الأحجار المستخدمة في البناء وكثير من الأحجار تطرح وتعطى للراعي ليعيد تشكيلها من جديد بالتوبة: لأن صاحب البرج يشتاق أن يستخدم كل حجر في البناء، وهكذا يصلح بعضها للبناء، أما بقية الأحجار التي لا تستجيب فتأخذها نساء جميلات يرتدين ملابس سوداء (الرذائل الاثني عشرة) وتمثل هذه الأحجار المؤمنين الذين لم يستجيبوا لنداء التوبة وهؤلاء يهلكون إلى الأبد.
10- وصية ختامية بالكرازة والتوبة: ينصح الملاك هرماس بأن يطهر وينقى بيته شخصيًا بالتوبة، وأن يدعو الجميع للتوبة، بينما البرج لا يزال في طور البناء، لأن عملية بنيان الكنيسة معلقة بإعطاء الخاطئ فرصة للتوبة (من انتزع نفسًا من العذاب يوقظ في داخله عالم من السرور، افعلوا الخير أنتم الذين أعطاكم الله خيراته... بناء البرج توقف بسببكم! إذا لم تسرعوا في عمل الخير، فسيتم بناء البرج وستبقون أنتم خارجه!). كما يقول هرماس أن الملاك وعده بأن الذي يتوب ويحفظ الوصايا ينعم بمشاعر الفرح والبهجة طول العمر وينال حياة في ذاته..