الماريولوجي
في اهتمامه بالدفاع عن الناسوت الحقيقي للمسيح، أكد ترتليان على أن جسد رب المجد لم يكن جسداً سمائياً لكنه ولد حقاً من جسد السيدة العذراء، لدرجة أنه يرفض عقيدة دوام بتولية السيدة العذراء في الميلاد وبعد الميلاد، وهنا كان انحرافه الفكري والإيماني إذ يقول "رغم أنها كانت عذراء عندما حبلت به، لكنها كانت زوجة عندما ولدته".
ويظن أن "أخوة الرب" هم أبناء العذراء مريم بحسب الجسد، وقد رفض جيروم فكر ترتليان هذا واستنكره قائلاً "أما عن ترتليان فليس لدى شيء أخر أقوله سوى انه لم يكن إنساناً من الكنيسة".
كان ترتليان يرفض بدعة الدوسيتيين Docetes أو الظهوريين، وكان يظن أن القول بدوام بتولية العذراء ما هو إلا تأكيد على القول بأن جسد المسيح لم يكن جسداً بشرياً حقيقياً، وانه حبل به وولد فقط بحسب الظاهر.
ومريم العذراء بالنسبة لترتليان هي حواء الثانية، فبينما كانت حواء الأولى لا تزال عذراء، تسللت كلمة الشرير إلى أذنيها ونتج عنها الموت، كذلك كان لابد أن كلمة الله يحل في نفس عذراء ليقيم الحياة، لكي ما أفسده هذا الجنس (المرأة) يخلص عن طريق هذا الجنس عينه أيضاً، وكما صدقت حواء الحية، كذلك أمنت مريم بما قاله لها الملاك.