الخريستولوجى
على الرغم مما يشوب فكر ترتليان عن الثالوث من أخطاء، إلا أنه يمثل تطوراً في صياغة وشرح عقيدة الثالوث، فبعض مصطلحاته مثلية تماماً لمصطلحات مجمع نيقية الذي انعقد بعد ذلك بنحو قرن من الزمان، كما هناك مصطلحات أخرى من لغته حفظها لنا التقليد واستخدمتها مجامع أخرى، وينطق هذا القول بصفة خاصة على فكرة الخريستولوجى والذي نجد فيه كل ما هو مستقيم في فكره اللاهوتي دون أي انحراف، فهو يؤكد انه في تجسد ربنا يسوع المسيح لم يتحول اللاهوتي إلى ناسوت، ولم يحدث امتزاج ولا اختلاط نتج عنه الجوهر جديد من الاثنين، ويشرح العلامة ترتليان أنه إذ كان ربنا يسوع المسيح إلهنا متجسداً، لذلك كانت فيه الخصائص وصفات الكاملة لكل طبيعة، فكان يصنع المعجزات والعجائب وفي الوقت عينه كان يشعر بجميع الشاعر الإنسانية، فجاع في التجربة على الجبل وعطش مع المرأة السامرية وبكى على لعازر وأخيراً مات حقاً، ولكن هذا لا يعنى أن مخلصنا المسيح هو عنصر ثالث ناتج من امتزاج اللاهوت والناسوت معاً.