* يا ملك كل الأشياء وربها، يا خالق الكون،
لقد خلصت كل طبيعة بإرسال ابنك الوحيد، يسوع المسيح،
وأعتقت خليقتك بمجيء كلمتك الفائق الوصف.
تطلع الآن من السماء وانظر إلى هذه المياه، واملأها من الروح القدس.
ليعمل فيها كلمتك الفائق الوصف، ويحوّل قوتها،
وليملأ هذه الأشياء المخلوقة من نعمتك،
حتى لا يكون السرّ الذي يتم الآن عديم الفاعلية في الذين سيولدون من جديد، بل ليملأ بنعمتك الإلهية جميع الذين سينزلون ويتعمدون [420].
* تطلع من السماء وقدس هذا الماء،
وامنحه نعمة وقوة،
حتى أن من يتعمد حسب وصية مسيحك يُصلب معه ويموت معه ويدفن معه ويقوم معه إلى التبني الذي له،
وذلك بأن يموت عن خطاياه ويحيا لله [421].
* قدوس، قدوس أيها الرب، وقدوس في كل شيء،
الآن أيضًا يا ملكنا رب القوات ملك الجنود السمائية،
اطلع أيها الجالس على الشاروبيم،
اظهر وانظر إلى جبلتك هذه أي هذا الماء.
امنحه نعمة الأردن والقوة والعزاء السمائي.
وعند حلول روحك القدوس عليه هبه بركة الأردن. آمين.
أعطه قوة ليصير ماء محييًا. آمين.
ماء طاهرًا. آمين.
ماء يطهر الخطايا. آمين.
ماء حميم الميلاد الجديد. آمين.
ماء البنوة. آمين.
أنعم على هذا الماء لكي لا يوضع فيه، ولا ينزل مع الذي يتعمد فيه روح رديء، ولا روح نجس، ولا روح النهار، ولا روح الظهيرة، ولا روح المساء الخ.
هكذا يظهر دور الثالوث القدوس في تقديس المياه، وإن كنت سأتحدث بمشيئة الله عن دور السيد المسيح ليس في تقديس المياه فحسب وإنما في تتميم السرّ في نهاية هذا الباب.
إن كنا قد تحدثنا عن دور استدعاء اسم الله والصلوات في تقديس المياه، فإننا لا ننسى أيضًا دور رشم علامة الصليب في ذلك الأمر، فقد أوضح القديس أغسطينوس أن علامة الصليب تُرسم على مياه المعمودية، كما على زيت المسحة وعلى الإفخارستيا [422]، كما يربط القديس أمبروسيوس بين تقديس مياه المعمودية والصليب بقوله: [إننا نقر أن الشهود ثلاثة في المعمودية: الماء والدم والروح (1 يو 5: 7) هم واحد، لأنك إذا انتزعت واحدًا منهم لما وُجد سرّ المعمودية. لأنه ما هو الماء بدون صليب المسيح؟! عنصر مادي بدون أي فعل سرّي. كما أنه لا يوجد سرّ التجديد بدون ماء، "لأنه إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). والآن حتى الموعوظ يؤمن بصليب الرب يسوع الذي به قد خُتم هو أيضًا، ولكنه إن لم يعتمد باسم الآب والابن والروح القدس فلا يمكن أن ينال غفران الخطايا، ولا أن يحصل على عطية النعمة الروحية [423].]