* بعد ذلك تُمسحون على صدوركم لكي تلبسوا درع العدل، وتثبتوا ضد حيل الشيطان. وكما أن المسيح بعد المعمودية وحلول الروح القدس خرج وحارب المعاند، هكذا أنتم أيضًا بعد المعمودية المقدسة والمسحة السرية تثبتون ضد القوة المضادة، لابسين سلاح الروح القدس الكامل، وتحاربونها قائلين مع الرسول: "أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقوّيني" (في 4: 13) [388].
* النفس بطول إقامتها في نار الروح وفي النور الإلهي لا يصيبها أي أذى من الأرواح الشريرة، بل إن اقترب أحدها منها يحترق بنار الروح السماوي...
وكما إذا طار طير عاليًا لا يبالي بالصيادين والوحوش المفترسة، ولا يخافهم، لأنه في العلو في أمان من الجميع، هكذا النفس متى نالت أجنحة الروح (مز 55: 6) وطارت إلى السماوات العليا تستهزئ بمن هم تحتها لعلوها فوق الجميع.
* كل نفس لا تُصلح بالروح القدس ولا تملح بالملح السماوي، أعني قوة الله تفسد في الحال وتمتلئ برائحة الأفكار الشريرة الرديئة الكريهة، فيتحول وجه الله عن الرائحة الدنسة التي لأفكار الظلمة الخبيثة وفساد الشهوات الساكنة في هذه النفس، والدود الشرير اللعين يعني أرواح الشر وقوات الظلمة يتمشى فيها ويتحول ليجد فيها مرعى وقبولًا، فيدبّ فيها ويأكلها ويفسدها كقول المزمور: "قد أنتنت وفاحت جراحاتي" (مز 38: 5) [389].