الموضوع: العماد المقدس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 05 - 2014, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: العماد المقدس

أما كلمة "ملائكته"، فتعني رفضنا للشيطان وكل أتباعه:"هؤلاء الملائكة ليسوا شياطين بل أناس يخضعون للشيطان الذي يستخدمهم آلات له، إذ يجعلهم يسقطون الآخرين [376]". وقد قدم الأب ثيؤدور المصيصي قائمة بهؤلاء الملائكة ضمت الذين يستخدمون التعاليم الزمنية الخاطئة لنشر الوثنية وتغلغلها في العالم، والذين يقدمون الأشعار لحساب عبادة الأصنام، وقادة الهرطاقات أمثال ماني ومرقيون وفالنتينوس وبولس السومسطائي وأريوس وأبوليناريوس الذي أدخلوا شرورهم تحت اسم المسيح [377].
يشرح القديس كيرلس الأورشليمي هذا الطقس للمعمدين حديثًا، قائلًا: [ومع ذلك تؤمرون بالقول وذراعكم ممدود نحوه كأنه حاضر، قائلين: نجحدك أيها الشيطان. أريد أن أقول لكم إنكم تقفون ووجوهكم نحو الغرب فهذا أمر ضروري، مادام الغرب منطقة الظلام المحسوس، ومادام هو في الظلمة فتكون سيطرته على الظلمة... لقد وقف كل واحد منكم وقال: "أجحدك أيها الشيطان"، أيها الظالم القاسي الشرير. بمعنى إني لا أخاف قوتك بعد الآن، فقد قهرك المسيح، إذ شاركني في اللحم والدم. بالموت داس الموت حتى لا أكون تحت العبودية إلى الأبد. أجحدك أيتها الحية الخبيثة الماكرة. أجحدك بمؤامراتك التي تختفي تحت قناع الصداقة، إذ اخترعتِ كل مخالفة وكل عمل مارق لأبوينا الأولين. أجحدك أيها الشيطان الصانع لكل شر والمحرض عليه. وفي عبارة ثانية تقول: "وكل أعمالك"، لأن كل أعمال الشيطان هي خطيئة، يلزمنا أن ننبذها كمن يهرب من الظالم وأسلحته... ثم نقول: "وكل قوتك"، والآن فكل قوة الشيطان هي جنون المسارح وسباق الخيل والصيد وكل أمثال هذه الأمور الباطلة... بعد هذا نقول: "وكل خدماتك"، فخدمات الشيطان هي الصلاة في هياكل الأصنام وما يقدم من كرامات للأوثان التي بلا حياة... [378]]
ويرى الأب ثيؤدور المصيصي أن طالب العماد إذ يقف هكذا ليجحد الشيطان في حضرة الأسقف يكون كالمتهم الذي يعلن براءته أمام القاضي. فإن الشيطان يحاول أن يقيم الدليل ضدنا مدعيًا أنه ليس من حقنا أن نهرب من مملكته، مدعيًا أننا ملك له، ننتمي إليه لأننا نسل آدم الذي سقط تحت سلطانه. [لهذا يليق بنا أن نسرع ونقف أمام القاضي ونقيم دعوانا أنه من حقنا ألا ننتمي للشيطان بل لله الذي خلقنا منذ البداية على صورته [379].]
جحد الشيطان في نظر الأب ثيؤدور المصيصي يدخل بنا إلى الشركة مع السيد المسيح في تجربته على الجبل حين حاول الشيطان أن يضلله بحيله الخبيثة وتجاربه [380]، كما فعل مع آدم الأول حين كان في الفردوس. فإن كان قد غلبَ في الفردوس، إلا أنه صار هنا مغلوبًا من آدم الثاني، الذي حكم الوحوش وجاءت الملائكة تخدمه (مر 1: 13). ونحن أيضًا الذين غلبَنا العدو في شخص أبينا الأول ندخل مع آدم الثاني مياه المعمودية، ونتحد معه لكي نغلب ذاك الذي سبق فغلبنا، هذا الذي يشتكي ضدنا. هذا ما لمسه الرسول بولس حين تحدث عن المعمودية، إذ رأى فيها اتحادًا مع السيد المسيح، الذي حطّم بعماده شكوى الشيطان ضدنا [381]، قائلًا: "محا الصكَّ الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًّا لنا وقد رفعهُ من الوسط مسمّرًا إياهُ بالصليب. إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيهِ". (كو 2: 14-15)
لعله لهذا السبب وضعت الكنيسة إنجيل الأحد الأول من الصوم الكبير عن "تجربة السيد المسيح"، وهو أول أحد يحضره طالبو العماد في الصوم الكبير في قداس الموعوظين. إنه أول درس لهم عن المعمودية كغلبة على إبليس وتحرر من سلطانه.
  رد مع اقتباس