الموضوع: العماد المقدس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 05 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: العماد المقدس

وقد حمل خلع الثياب في أذهان الآباء مفاهيم لاهوتية، فيرى الأب ثيؤدور في خلع الثياب مع وقوف طالب العماد حافي القدمين: [إظهارًا أن العبودية التي أمسكه فيها الشيطان قد قادته إلى الأسر، فيقف هكذا ليثير شفقة القاضي عليه [348].] ويرى القديس كيرلس الأورشليمي في ذلك: [صورة لخلع الإنسان القديم وأعماله [349].] كذلك يقول القديس غريغوريوس النيسي: [اخلع الإنسان القديم كثوب بال وتقبل رداء عدم الفساد الذي يقدمه لك المسيح [350].] ويقول الأب ثيؤدور: [ثوبك علامة الموت، يجب أن تخلعه لتلبس عدم الفساد بالمعمودية [351].]
إن كان العماد هو شركة في آلام السيد المسيح وموته ودفنه وقيامته، فإن خلع الثياب هو شركة معه في تعريه على الصليب من أجلنا. وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [قد خُلعت ثيابكم وصرتم عراة. في هذا تقتدون بالمسيح الذي عُري على الصليب، هذا الذي بعريه عرىّ السلاطين والقوات وغلبهم بالصليب بغير خوف (كو 2: 15). لقد ملكت القوات الشريرة على أعضائكم مرة، لهذا يلزم ألا تلبسوا هذا الثوب القديم. لست أكلمكم عن طبيعتكم الملموسة، بل عن الإنسان القديم وشهواته المخادعة [352].]
والعري أيضًا يحمل عودة إلى الإنسان الأول قبل السقوط الذي كان عاريًا ولم يخجل، وكمل يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [يا للعجب! لقد كنتم عراة أمام أعين الكل ولا تشعرون بأي خجل، لأنكم بالحقيقة حملتم في داخلكم صورة آدم الأول الذي كان في الفردوس عريانًا ولم يشعر بخجل [353].] ويقول الأب ثيؤدور: [كان آدم عريانًا في البداية ولم يكن يخجل، هذا هو السبب الذي من أجله يجب أن تخلعوا ثيابكم [354].] ويقول القديس غريغوريوس النيسي: [إذ تخلع النفس ثوب الجلد الذي لبسته بعد السقوط تنفتح على اللوغوس بنزعها البرقع عن قلبها، أي جسدها. أقصد بالجسد الإنسان القديم الذي يليق بمن يرغبون في الاغتسال في جرن اللوغوس أن يخلعوه عنهم [355]]، بهذا نعود إلى الفردوس الأول، إلى طبيعتنا قبل السقوط حيث لا نحتاج إلى التستر بأوراق التين بل نبقى كملائكة الله، أولادًا مقدسين في الله.
* لقد طردتنا من الفردوس، وها أنت تدعونا للعودة إليه!
لقد عريتنا من أوراق التين التي هي الثياب، وها أنت تكسونا بثوب الكرامة...
لذلك عندما تنادي آدم لا يعود يخجل، ولا يختفي بين أشجار الفردوس بسبب تأنيب ضميره، إذ شفيت ثقته البنوية وجاء إلى كمال نور النهار [356].
القديس غريغوريوس النيسي
* بعد خلع ثوبكم يقودكم الكاهن إلى المياه المتدفقة.
لماذا عرايا؟ إنه يذكركم بالعري القديم، حين كنتم في الفردوس ولم تخجلوا، إذ يقول الكتاب عن آدم وحواء أنهما كانا عريانين ولا يخجلان، إلى أن لبسا ثوب الخطيئة، الثوب الثقيل المملوء عارًا.
إذًا لا تخجلوا هنا، فإن الجرن أفضل من الفردوس. هنا لا توجد حية بل يوجد المسيح الذي يعمدكم في التجديد بالماء والروح [357].
القديس يوحنا الذهبي الفم
العماد المقدس
  رد مع اقتباس