الموضوع: العماد المقدس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 - 05 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,842

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: العماد المقدس

5. خلع الثياب


يرى جان دانيلو أن طقس العماد حتى هذه اللحظة غالبًا ما كان يتم خارج حجرة المعمودية إذ يُعامل طالبوا العماد كغرباء عن الكنيسة، إنما يبدأون دخولهم المعمودية بخلعهم الثياب ودهنهم بالزيت كطقسين يهيئان طالبي العماد للدخول في مياه المعمودية، فيدخل في العضوية الكنسية ويلبس الثياب البيضاء كمن دخل الفردوس وصار ابنًا للملكوت [339].
لست أريد تشريح طقس العماد إلى شرائح منفصلة عن بعضها البعض، فهي تمثل وحدة واحدة متكاملة ومتلازمة، لكنني أقول بأنه مادام طالب العماد لا يزال في صفوف الموعوظين يُحسب غريبًا عن جسد المسيح، لم يتذوق بعد الحياة الفردوسية. أما وقد دخل بين صفوف طالبي العماد في طريقه نحو الجرن المقدس، فقد انفتح أمامه الفردوس الإلهي، ورأى قبر المخلص المحيي، فيشتهي الدفن معه، ليقوم ابنًا لله حيًا ومقدسًا للروح القدس.
* ها أنتم الآن في بهو القصر، ستقادون حالًا للملك [340].
* حالًا سيفتح الفردوس لكل واحد منكم [341].
القديس كيرلس الأورشليمي
* إنكم خارج الفردوس أيها الموعوظون،
إنكم تشاركون آدم أباكم الأول في نفيه،
والآن يُفتح الباب وتعودون من حيث خرجتم [342].
القديس غريغوريوس النيسي
وكما سبق أن رأينا في حديثنا عن مبنى المعمودية بكنيسة ديورا بسوريا والتي ترجع إلى القرن الثالث وجود أيقونة تمثل الراعي الصالح وقد وقف بجوار قطيعه، ومن أسفل رُسم آدم وحواء والشجرة والحية [343]، وكأن بالمعمودية دخل السيد المسيح -الراعي الصالح- بقطيعه إلى الفردوس حيث شجرة الحياة وقد حُرم منه أبوانا الأولان بسبب خداع الحية.
لنفس السبب نجد مبنى المعمودية يكون أحيانًا على شكل دائري [344]، حيث تدخل بنا إلى دائرة الأبدية والتمتع بالملكوت الإلهي الدائم، أو على شكل ثُماني الجوانب حيث يشير رقم 8 إلى الحياة الجديدة أو الحياة الفردوسية المقامة [345]، حيث قام السيد المسيح في اليوم الأول من الأسبوع (الثامن من الأسبوع السابق)، وحيث كان الختان يتم في اليوم الثامن من ميلاد الطفل علامة دخوله الحياة الجديدة.
والآن إذ نعود إلى خلع الثياب، يرى الأب ثيؤدور أن هذا العمل هو بدء الدخول إلى العماد المقدس، إذ يقول: [ها أنتم تدخلون المعمودية المقدسة، أولًا تخلعون ثيابكم [346]]، وجاء في التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس: [يخلعون ثيابهم ويُعمد الأطفال الصغار أولًا... وبعد ذلك يُعمد الرجال الناضجون، وأخيرًا النساء اللواتي يحلقن شعورهن ويخلعن حليهن [347].]
  رد مع اقتباس