وفي صلاة تقديس المياه يقول: "من جهة هذا الماء وهذا الزيت تبطل كل القوات المضادة، والأرواح الخبيثة امنعها وأرذلها وصدها"، "أنت رضضت رؤوس التنين على المياه".
هكذا يظهر اتجاه الصلاة من أجل طرد الأرواح الشريرة خلال الدهن بالزيت وتقديس المياه باستدعاء اسم الله القدوس واضحًا.
وما نقوله عن الطقس القبطي نقوله أيضًا عن الطقس الأرمني، إذ يصلي الكاهن هكذا:
[أيها الرب الله العظيم والممجد من كل الخليقة، عبدك إذ يلتجئ إلى اسمك المخوف يحني رأسه لاسمك القدوس الذي تنحني له كل ركبة ما في السماوات وما على الأرض وما تحت الأرض، وكل لسان يعترف أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (في 2: 10الخ). اجعله شريكًا في اسمك المخوف الذي ينزع خداعات الشياطين وعبادة الأوثان ويبددها، ويحطم كل فخاخ إبليس. أطلع أيها الرب من أجل رحمتك على هذا الإنسان، باستدعاء اسمك واهب كل غلبة، انزع عنه أفكار الأرواح الشريرة المتربصة له وكلماتها وأفعالها وكل المكائد الشريرة التي تخدع البشرية. وفي النهاية، إذ يرتعبون أمام اسمك الغالب لتحل عليهم العقوبات غير المنظورة وليهربوا بعيدًا عنه باستحلافهم به، فلا يعودوا إليه مرة أخرى. أشبعه بالنعمة الإلهية، واجعله يفرح بالدعوة الصالحة، ولتصيّره مسيحيًا. ليصير مستحقًا للعماد في الزمن المناسب، للميلاد الثاني، فإنه إذ يتقبل روحك القدوس يصير جسدًا وعضوًا في كنيستك المقدسة، ونحن إذ نتبع المسيح بطهارةٍ نسلك حياة نقية وَرِعة في هذا العالم، ونحصل على الخيرات العتيدة مع كل الذين يحبون اسمك، ممجدين ربوبية الآب غير المتغير والابن والروح القدس، الآن وكل أوان والى ابد الأبد.]
أما في الطقس البيزنطي: [فإن ليتورجية العماد تحمل ذات الاتجاه، حيث يطلب من الله أن يطرد الأرواح الشريرة، ليس فقط خلال الاستحلاف باسم الله المهوب، وإنما أيضًا بالنفخة وبرسم علامة الصليب.
تبدأ صلوات ما قبل المعمودية بثلاث استقسامات، فيها يستحلف الكاهن الشيطان أن يخرج هو وكل جنوده وأعماله ولا يعود إليه مرة أخرى، وبعد صلاة قصيرة يطلب فيها من الله أن يخلِّص خليقته من عبودية العدو، ويقبله في ملكوته السماوي، ينفخ في فم الموعوظ وفي جبهته وصدره ثلاث مرات، وهو يقول: "ليبعد عنه كل روح شرير نجس مخفي قاطن في قلبه"، وفي أثناء تقديس المياه يرشم الكاهن على الماء بإصبعه على شكل صليب ثلاث مرات، وينفخ فيه ثلاث مرات، قائلًا في كل مرة: "لتنسحق تحت علامة رسم صليبك جميع القوات المضادة.]