* إذ لا تستطيعون بأنفسكم أن تحتجوا ضد إبليس وتحاربوه، فإن عمل الأشخاص المدعوين "طاردي الأرواح الشريرة Exorcists" أمر ضروري، فإنهم يعملون من أجل أمانكم وذلك بالعونْ الإلهي. إنهم يصلون بصوت عالِ ولمدة طويلة لكي يهلك عدوكم بحكم القاضي (الله) الذي يأمره أن ينسحب ويبتعد...
حينما تتلى الكلمات الخاصة بطرد الأرواح الشريرة قفوا بهدوء كامل كما لو كنتم بلا صوت، كمن هم في خوف ورعدة من الطاغي...
قفوا بأذرع مبسوطة كمن يصلي، وانظروا إلى أسفل... حتى تثيروا شفقة القاضي عليكم. اخلعوا ثوبكم الخارجي ونعالكم لكي تُظهروا في أنفسكم حالة العبودية القاسية التي خدمتم بها إبليس زمانًا طويلًا...
قفوا على ثياب من المسوح حتى إذ توخز أقدامكم بخشونة المسوح تتذكرون خطاياكم القديمة...
أما بالنسبة للكلمات الخاصة بطرد الأرواح الشريرة فإن لها سلطان أن تستميلكم بعد أن تقدم نفعًا عظيمًا لذهنكم فلا يبقى خاملًا وبلا عمل [335].
* حينما تذهب لتسجيل اسمك في رجاء نوال سكنى السماء والمواطنة فيها، تنال في طقس طرد الأرواح الشريرة نوعًا من الدعوى القضائية ضد الشيطان، وتتمتع بمرسوم إلهي يهبك الحرية من بعد العبودية. بهذا تتقبل كلمات قانون الإيمان والصلاة فتقيم مع الله ميثاقًا وعهدًا أمام الكهنة تتعهد فيه أن تبقى في المحبة التي للطبيعة الإلهية... وأن تعيش في هذا العالم بطريقة تتفق مع الحياة السماوية والمواطنة فيها قدر المستطاع [336].
هكذا يوضح الأب ثيؤدور كيف يتحرر المعمدون من سلطان إبليس ليدخلوا في ميثاق مع الله كأولاد الله متمتعين بالحرية. وقد تحدث القديس كيرلس الأورشليمي عن عطية المعمودية كتحريرٍ من سلطان إبليس -الوحش الساكن في أعماق المياه- قائلًا: [جاء في أيوب أنه كان في المياه الوحش الذي "اندفن الأردن في فمه" (أي 40: 23)، وكان يجب تحطيم رؤوسه (مز 74: 14). لهذا نزل (السيد) وربط القوي في المياه حتى ننال فيها القوة، إذ يكون لنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب (لو 10: 19). كان الوحش عظيمًا ومرعبًا "لا يقدر إناء سميك أن يحتمل حرشفة واحدة من ذيله [337]" (أي 40: 26)، ثائرًا ضد كل من يلتقي به. لقد نزل "الحياة" إليه ليلتقي معه فيسد هناك فم الموت، وعندئذ نخلص نحن، قائلين: أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا قبر؟! (1 كو 10: 55). لقد نزعت شوكة الموت بالمعمودية! ها أنتم تدخلون المياه حاملين خطاياكم، وبابتهال النعمة إذ نختم نفوسكم، لا يعود يبتلعكم الوحش المرعب [338].]
في الطقس القبطي يصلي الكاهن على الزيت ليدهن طالب العماد، قائلًا: [لكي تنظر إلى جبلتك -هذا الزيت- وتجعله أن يحل أعمال الشياطين وسحرهم ورقاهم...]، وعندما يدهن قلبه ويديه وظهره يقول: [هذا الزيت يبطل كل مقاومة المضاد (الشيطان)، آمين.]
كما يصلي الكاهن على طالب العماد قائلًا: [نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لكي من قبل استدعاء اسمك القدوس تنحل كل القوات وكل الأرواح المقاومة الشريرة، امنعها وارفضها، لأنك أنت الذي دعوت عبيدك هؤلاء الداخلين من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، ومن الضلالة إلى معرفة الحق.]
مرة أخرى قبل التغطيس يقول الكاهن: [أنت يا رب أنقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو، اقبلهم في ملكوتك. ولتصحب حياتهم ملائكة النور ليخلصوهم من كل مؤامرة ومن المصادفة الرديئة، ومن سهمٍ طائرٍ في النهار، ومن شيطان الظهيرة، ومما يسلك في الظلمة، ومن خيال الليل. انزع من قلوبهم كل الأرواح النجسة، الروح الخبيث الذي يقلق قلوبهم، روح الضلالة وكل خبث، روح محبة الفضة وعبادة الأوثان، روح الكذب وكل نجاسة تصنع كتعليم إبليس.]