3. تقبل علامة الصليب
بعد فرز طالبي العماد يتقبلون البركة بوضع اليد عليهم وتقبلهم علامة الصليب.
لقد استخدم السيد المسيح يديه ليبارك الأطفال: "حينئذٍ قُدِّمَ إليهِ أولاد لكي يضع يديهٍ عليهم ويصلّي... فوضع يديهِ عليهم" (مت 19: 13، 15). وعند صعوده أخرج السيد تلاميذه إلى بيت عنيا "ورفع يديه وباركهم" (لو 24: 5)، فوضع اليدين إشارة إلى تقديم البركة. والعجيب أن السيد حين فتح عيني الأعمى "وضع يديهِ على عينيهِ" (مر 8: 25) لتستنيرا. وفي شفائه المرضى وإخراج الشياطين كان يضع يديه "على كلّ واحدٍ منهم" (لو 4: 40)... ولعله إذ كان يستخدم يديه الاثنين بالنسبة لكل واحدٍ إنما لكي يباركه ويشفيه أو يحرره من الأرواح النجسة وهو يضع يديه عليه على شكل صليب، وإلا فلماذا يستخدم يديه بالنسبة لكل واحدٍ؟!
على أي الأحوال يضع الكاهن يديه على طالب العماد لكي ما يهبه الرب بركته السماوية واستنارة لعينيه الداخليتين وشفاءً من الخطية وتحررًا من الشيطان وكل جنوده... هذا هو عمل الله في المعمودية المقدسة.
أما رشم علامة الصليب على جبهة طالب العماد فقد أشار إليها القديس أغسطينوس في كتاب "الاعترافات" عندما قُبل في الكنيسة [327]. وفي سيرة بورفيروس أسقف غزة في القرن الثالث ذكر أن الوثنيين سجدوا وطلبوا منه علامة الصليب فرشمهم [328].
ويعتبر القديس أغسطينوس هذا العمل "رشم علامة الصليب" أشبه بالحبْل بهم في أحشاء الكنيسة: [إنكم لم تولدوا بعد في المعمودية المقدسة، لكنكم بعلامة الصليب يُحمل بكم في أحشاء الكنيسة أمكم [329].] كما يقول عنهم إنهم يتباركون بعلامة الصليب والصلوات ووضع الأيدي، وأنهم وإن كانوا لم يتمتعوا بعد بجسد السيد المسيح لكنهم ينالون شيئًا مقدسًا،ولعله قصد بالشيء المقدس الخبز الذي يأكلونه، وان كان بنجهام Bingham يرى أنه ملح مقدس يتذوقه طالبو العماد كرمزٍ إلى أن المؤمنين هم ملح الأرض.