وبينما يُقال عن الآخرين إنهم فقط وُلدوا متناسلين يُقال في حالة المولود من مريم وحده إن " الكلمة صار جسداً " (يو14:1).
12 ـ من كل هذا تبين أن الكلمة جاء إلى جميع الآخرين (الأنبياء) لكى يتنبأو، أما الكلمة نفسه الذي وًلد من مريم فقد اتخذ منها جسداً وصار إنسان، إذ هو بطبعه وجوهره كلمة الله، أما من جهة الجسد فهو إنسان من نسل داود ومن جسد مريم كما قال بولس (أنظر رو3:1).
وقد أظهره الآب في الأردن وعلى الجبل قائلاً " هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت " (مت13:3). والآريوسيون أنكروه، أما نحن فنعترف به ونعبده ولا نفصل الابن عن الكلمة، بل نعرف أن الابن هو نفسه الكلمة، الذي به قد كان كل شئ، والذي به افتُدينا نحن .
ولهذا السبب دُهشنا حقاً أن يحدث بينكم نزاع على الإطلاق حول هذه الأمور الواضحة جداً. ولكن شكراً للرب، إنه بقدر حزننا عند قراءة مذكراتكم، بقدر ما فرحنا بما انتهت إليه (هذه المذكرات). لأنهم مضوا بعد اتفاق وتصالح على الاعتراف بالإيمان الأرثوذكسى الحسن العبادة .
وهذا في الواقع ما دفعنى أيضاً أن أكتب هذه الكلمات القليلة بعد أن أمعنت الفكر كثيراً أول، خوفاً من أن يسبب صمتى ألماً بدلاً من الفرح لأولئك الذين سببوا لنا فرحاً باتفاقهم معاً. لذلك أرجو أولاً من قدسكم وثانياً من المستمعين لهذه الرسالة أن تتقبلوا ما فيها من كلمات بضمير نقى، وإن كان فيها أى عجز من جهة التقوى فأرجو أن تصوبوه وتفيدونى. أما إن كنت قد كتبت كإنسان عامى في الكلام (2كو6:11)، أو إن كان الحديث غير جدير أو غير كامل، فاستميحكم جميعاً عذراً بسبب ضعفي في التعبير .
سلّم على جميع الاخوة الذين معك . وكل الذين معى يسلمون عليك، ولتكن حياتك في الرب في تمام الصحة، أيها المحبوب والمشتاق إليه جداً.