2 ـ إننى أكتب هذ، بعد اطلاعى على المذكرات التى كتبتها قدسك، التى ما كان يجب أن تُكتب كى لا يكون هناك ذِكر لهذه الأمور لمن يأتون بعدنا. لأن من سمع بمثل هذه الأمور قط ؟ من هو الذي علَّم هذا أو تعلّمه؟ " لأنه من صهيون ستخرج شريعة الله، ومن أورشليم كلمة الرب " (إش3:2) ولكن من أين خرجت هذه الأمور . وأى عالم سفلى تقيأ القول بأن الجسد الذي من مريم هو من نفس جوهر لاهوت الكلمة ؟ أو بأن الكلمة قد تحوّل إلى لحم وعظام وشعر وكل الجسد، وتغيّر عن طبيعته الخاصة ؟ أو من سمع في الكنيسة أو بين المسيحيين على العموم، بأن الرب لبس جسداً خيالياً وليس طبيعياً ؟ أو من كفر إلى مثل هذه الدرجة حتى يقول، وهو في نفس الوقت يعتقد أيضاً بأن اللاهوت ذاته الذي من نفس جوهر الآب، قد صار ناقصاً خارجاً من كامل، والذي سُمِرَ على الخشبة لم يكن هو الجسد بل هو جوهر الحكمة الخالق ذاته ؟ أو من سمع بأن الكلمة حوّل لنفسه جسداً قابلاً للتألم، (هذا الجسد) ليس من مريم بل من جوهره الذاتى. فهل يمكن أن يُدّعى مسيحياً من يقول هذا ؟ أو من الذي اخترع هذا الكفر الشنيع، حتى يدور في مخيلته أن من يُعلِّم بأن جسد الرب هو من مريم إنما يعتقد أنه لا يوجد في اللاهوت ثالوث فقط بل رابوع . لذلك فالذين يكفرون هكذ، يقولون إن الجسد الذي لبسه المخلص من مريم إنما هو من جوهر الثالوث . ومرة أخرى، فمن أين تقيأ البعض ذلك الكفر المساوى للكفر السابق ذكره، حتى يقولون بأن الجسد ليس أحدث من لاهوت الكلمة، بل هو مساوٍ له في الأزلية وهو معه على الدوام، حيث إنه قد تكوّن من جوهر الحكمة ؟
أو كيف يتجاسر أولئك الذين يُدعون مسيحيين، أن يَشُكوا فيما إذا كان الرب المولود من مريم، بينما هو ابن الله بالجوهر والطبيعة، فإنه من نسل داود من جهة الجسد ومن جسد القديسة مريم ؟
أو من هم إذن هؤلاء الذين تجاسروا هكذا حتى يقولو، بأن المسيح المتألم بالجسد والمصلوب، ليس هو الرب والمخلص والإله وابن الآب .
أو كيف يريدون أن يُدعوا هؤلاء الذين يقولون بأن الكلمة قد حلّ على إنسان قديس كما كان يحلّ على أى واحد من الأنبياء، ولم يصر هو نفسه (الكلمة) إنساناً باتخاذه الجسد من مريم، (ويقولون) إن المسيح هو شخص وأن كلمة الله الموجود قبل مريم، وهو ابن الآب من قبل الدهور، هو شخص آخر ؟ .