8 ـ إذن، فالذى يهين الهيكل، فإنما يهين الرب في الهيكل، والذى يفصل الكلمة عن الجسد، إنما يبطل النعمة المعطاة لنا في جسده. أما المتهوسون بالآريوسية، الشديدو الكفر، فلا تدعهم يحسبون أنه، بما أن الجسد مخلوق، يكون الكلمة مخلوقاً أيض، وكذلك لا تدعهم أيضاً يحتقرون جسد الكلمة، بسبب أن الكلمة ليس مخلوق، لأن شرهم (حقدهم) يثير الدهشة، إذ أنهم يبلبلون الأفكار ويخلطون كل شئ ويخترعون إدعاءات وذلك كله فقط لكة يَعدّوا الخالق بين المخلوقات .
ولكن فليسمعو، لأنه لو أن الكلمة كان مخلوق، لما اتخذ جسداً مخلوقاً لكى يهبه الحياة، لأنه أية معونة تحصل عليها المخلوقات من مخلوق هو نفسه يحتاج إلى الخلاص ؟ . ولكن حيث إن الكلمة خالق، فقد تمم خلقة المخلوقات .
لذلك فإنه عند اكتمال الدهور أيضاً فقد لبس هو نفسه ما هو مخلوق (أى الجسد) لكى يجدده بنفسه مرة أخرى كخالق ؛ ولكى يستطيع أن يقيمه.
لا يستطيع مخلوق أن يخلص مخلوقاً على الإطلاق، كما أن المخلوقات لم تُخلق بواسطة مخلوق، وذلك إن لم يكن الكلمة هو الخالق (كما يدّعى الآريوسيون) . ولذلك دعهم لا يفترون على الكتب الإلهية ولا تدعهم يسيئون إلى المستقيمين من الاخوة . ولكن إن كانوا يرغبون، فليغيروا فكرهم هم أيضاً ولا يعودوا يعبدون المخلوق دون الله خالق كل الأشياء (أنظر رو25:1).
أما إن كانوا يريدون أن يتشبثوا بتجديفاتهم فليشبعوا بها وحدهم، وليصرّوا على أسنانهم مثل أبيهم الشيطان، لأن إيمان الكنيسة الجامعة يقر بأن كلمة الله هو خالق كل الأشياء، ومبدعه، ونحن نعرف أنه " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله " (يو1:1) فإننا نعبد ذلك الذى صار هو نفسه أيضاً إنساناً لأجل خلاصن، لا كما لو كان هذا الذى صار جسداً هو مساوٍ للجسد بالمثل، بل (نعبده) كسيد آخذاً صورة عبد، كصانع وخالق صائراً في مخلوق أى (الجسد) لكى بعد أن يحرر به كل الأشياء، يقرّب العالم إلى الآب، ويصنع سلاماً لكل المخلوقات سواء التى في السموات أو التى على الأرض .
ولذلك فنحن نعترف أيضاً بألوهيته التى من الآب .
ونعبد حضوره المتجسد، حتى ولو مزق الآريوسيون المجانين أنفسهم.
سلّم على كل من يحبون ربنا يسوع المسيح .. ونرجو أن تكون بصحة جيدة، وأن تذكرنا أمام الرب، أيها المحبوب والمشتاق إليه جداً بالحق . وإن احتاج الأمر، فلتقرأ هذه الرسالة لهيراكاس القسيس .